سبق - السعودية الملك عبدالله رجل عفوي لا يتكلف الكلام ولا التصرفات وردود الأفعال، وعلى الرغم من أن الديوان الملكي يغص بالمتخصصين اللغويين ومنمقي الخطابات الملكية إلا أن ملك القلوب من النادر أن يعتمد عليهم، ويفضل أن يُترجم بلسانه ما يكنه قلبه مباشرة. استغرَب الكثيرون أن يصف الملك شعبه بالشقيق ومعهم العذر في ذلك فلم يسبق أن سمعنا أن ملكاً أو رئيس دولة أَنزَل شعبه منزلة أشقائه، بل إن أكثرهم تلطفاً يصفهم بالأبناء، إن لم يترفع كثيراً ويخاطبهم ب"يا شعبي العزيز" أو "يا شعبي الوفي"، كناية عن الطاعة العمياء والولاء المطلق. وصف الملك عبدالله لشبعه بالأشقاء تكريم لهم ورفع لمقامهم وإشارة إلى مساواتهم بنفسه وأشقائه سلمان ومقرن، وبقية أبناء المؤسس، واعتبارهم أسرة واحدة يجمعهم هم إعلاء كلمة الدين ورفعة الوطن ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم. وقد جرت العادة في العرف الدبلوماسي أن ينعت المسؤولون في دولة ما شعب دولة أخرى بأنه شعب شقيق، في حين أن ذلك الشعب أو تلك الدولة من ألدّ الأعداء وأبعدهم عن الثقة أو حتى القبول. لا أجد سبباً لتحرج وسائل الإعلام أو المسؤولين أو حتى المواطنين من إبراز وصف الملك لشعبه بالشقيق، بل إن المنطق يقول إننا يجب أن نفتخر بذلك، كيف لا ونحن (أشقاء الملك). وبالمناسبة فقد قرأت بيتين من الشعر كردٍ عفوي وسريع لمواطنة من "شقيقات الملك": شقيق شعبه ما تعلّى عليهم ياعل من يقفيه بالهرج يفداه واللي يبون التفرقة ما نبيهم والله ما يسوون عندي حذاياه