الاقتصادية - السعودية علاقة جماهير الأندية بأي عضو في الوسط الرياضي قائمة على الفوز والخسارة فقط، ولا يمكن أن يذهب أحد الطرفين بالعلاقة إلى أبعد من ذلك مهما فعل وأجاد إلا لدى قلة يُسمّون "العقلاء"، وهؤلاء أقلية غير مرحب بهم في أي علاقة تتسيدها القلوب. هذه المعادلة تفسر العاطفة الكبيرة التي تتحكم في قرارات وآراء الجماهير تجاه أي حدث يعنيها أو حتى لا يعنيها، المهم في النهاية أنه حدث رياضي. .. الفوز والخسارة يشكلان انطباعات الجماهير تجاه العمل الإعلامي المقدم بعد إحدى النتيجتين، وفي قرارات لجان اتحاد الكرة وفي الأحداث اللاحقة والمزاج العام. .. لنا في صدارة الأصفر الآن خير مثال، النصراوي سابقاً كان يقابلك بعبوس بعد أي جولة من جولات الدوري، ويكيل التهم في كل الاتجاهات، وكل يوم يمضي يزداد من العداوات .. ولا يحفل، وفي رأيه لم يبقَ إعلامي لم يكن أحد اثنين إما مطبل أو مندس. أما الآن فالأمر مختلف، نصراوي الموسم الحالي مبتسم، متسامح، متصالح مع نفسه والآخرين، يستخدم كلمة "سَمّ" كثيراً، مرح، منطلق، يحب الحياة وكرة القدم، يرحب باستقبال النكت والطُرف على جوالاته، وحساباته الاجتماعية، وفي المستقبل القريب يفكر في الانضمام إلى داعمي المنتخب الأول خلال استحقاقاته القادمة. ما الذي تغير؟ وأين اختفى النصراوي المتذمر دائماً، الذي يخاصم "دبان وجهه"؟ الإجابة: الفوز تقدم الخسارة في قاموسه. في الجهة الأخرى، ورغم أن كل الاحتمالات في بطولات الموسم متاحة، لا يبدو بعض الهلاليين في حالة مزاج جيدة، تكونت لديهم مشاعر عدائية تجاه الغالبية، تعلم بعضهم مهارات نسج الشائعات والأكاذيب وتقديمها في قالب الحقيقة، وأصبحت لديهم قائمتهم الخاصة من المطبلين والمندسين والمضللين والمتربصين، لأول مرة يختلفون علناً، ولأول مرة ينقسمون بين هلال سامي وهلال الهلال، وهلال عبد الرحمن، وآخر باسم أحمد وهكذا.. ماذا حدث؟ الإجابة: الخسارة تقدمت على الفوز في المعادلة. بخلاف القاعدة السابقة – الفوز والخسارة - التي تتحكم في المزاج العام، يظل أغلب الجماهير الرياضية السعودية وفيًّا للموروث الديني والشعبي، ولذلك تتأثر انطباعاتهم وآراؤهم الشخصية ب "خواتيم الأعمال"، وليس مستغرباً أن يحقق فيصل بن تركي بأصفره بطولة الدوري ثم يخسر نهائي كأس الملك، فيتحول من بطل إلى آخر لا تحيط المفردات بوصفه. وليس غريباً أن يخسر هلال سامي أو هلال عبد الرحمن الدوري ثم يحقق كأس الملك، فيتحد الهلالان مجدداً في هلال واحد، ويتلقى الرجلان سيلاً من الاعتذارات على حسابيهما الخاصين في تويتر. .. العاطفة المتزايدة في مدرجات الجماهير، والمتوزعة بين الكُرهِ والحب، والمزاج المتقلب حالياً في الجانبين لا يمكن الأخذ بهما عند دراسة أي حالة في الوسط الرياضي، ولا يمكن أن تشكل معياراً مؤثراً في القرارات المتوقعة، ويفترض ألا تشكل تأثيراً في انطباعات القادة، والقادة هنا هما مجلسا إدارة الناديين. فالقائد يقود ولا يُقاد.