تقودنا مباريات الهلال والنصر غالبا إلى اتجاهات يسودها الخلاف. فمرة نتوقع الفوز نصراويا فنخفق ومرات نرمي بالنتيجة في جيب الهلال فنخسر.. هكذا هي مباريات الكبار كلما حاولنا تحديد نتائجها مسبقا بالتوقعات والرهان جاءت مساحة الميدان لتقدم لنا رقما غير الذي توقعناه. الليلة لن أتحدث عن نتيجة هي في حكم الغيب.. لكنني سأتحدث عن لقاء يحمل في جعبته ما نحن شغوفون برؤيته. كرياضيين نحن نبحث عن كرة أنيقة ولا يهمنا بعد هذه الأناقة في الأداء من سيكسب ومن سيخسر، فالهلال كبير يعرف ماذا يريد، والنصر كذلك يدرك ماذا يعني له الفوز على خصمه.. كون فوز النصر على الهلال يمثل بطولة الفرح بها قد يضاهي الفرح بالفوز بكأس العالم. فنيا الكل تحدث، الخبير قال رأيه والمحلل قدم لنا تصوره، أما الميدان فالفريق الذي يمتلك روح الجماعة بالحماس والإصرار والثقة أراه الأقرب لتحقيق ما تحلم به تلك الجماهير التي ستحرص كل الحرص على أن تحضر مبكرا لمشاهدة \"قمة\" كروية الإعجاب بها تجاوز حدود الوطن وبات منتشرا في أرجاء واسعة من كوكب الأرض لاسيما عربيا.. حيث هم هناك يترقبون موقعة الزعيم والعالمي مثلما يترقب الأوروبيون أي نزال يجمع البرشا بالريال أوالإنتر بميلان. الليلة اللقاء لن يصبح مجرد لقاء عابر، والسبب في أهمية أبعاده فالهلال متصدر ويتطلع لمواصلة صدارته، والنصر وإن ابتعد من حيث المركز عن جاره إلا أنه يطمح ويتطلع إلى نتيجة إيجابية من خلالها يعلن قدومه.. وبها يثبت أن هزيمته من الشباب ليست سوى كبوة حدثت بأخطاء مدرب ولاعب ولايمكن لها أن تعود. ولكي لاتذهب فكرة الطرح في جعبة الإنشاء أقول باختصار إن فاز الهلال فالفوز سيأتي بياسر وويلهامسون ومن عمق مدرجات زرقاء لازالت تكتسح بروعتها، وإن خسر النصر فالخسارة واردة كون الخصم والند والغريم هو الذي رسخ في العقد الأخير من الزمن حالة تخصص حفظها التاريخ واستوعبتها ذاكرة حتى من ليس لهم علاقة بكرة القدم.. وسلامتكم.