هذا ما يريده بعضهم! وصلنا إلى مرحلة أن ينقسم الشارع الرياضي بين مؤيد للمنتخب ومعارض! أجزم أن الجميع سعداء بفوز الأخضر على العراق من داخلهم، فهذا منتخب وطنهم مهما كانت الظروف، وما يُطرح من آراء ونقد وصل عند بعضهم إلى حد الاعتراف بعدم إحساسه بأهمية المنتخب وانتصاراته ما هو إلا رفض لوضع المنتخب وليس للمنتخب ذاته! نناقش كل شيء في المنتخب إلا تلك الحقيقة المُرة التي يراها بعضهم كذلك، أن المنتخب مِلك لفئة معينة تتحكم فيه كيفما تشاء من أجل مصالح شخصية! هذا كلام خطير ولكنه موجود ولابد أن يُطرح وأن يُناقش، وأن يُوضع له حد من قِبل المسؤولين لنفي تلك التهمة التي عكَّرت مزاج الجميع من سنوات! الكل يتهم ما يسمى «شخصاً يعرفه الجميع» أنه يعبث بالمنتخب ويتحكم فيه، وهذا ليس بجديد، ومع ذلك لم يظهر لنا من يفند هذه الادعاءات التي تفاقمت نتيجة تجاهل آراء الشارع الرياضي، ومع الأسف أن بعض ما يحدث في المنتخب يدفعنا إلى الميل نحو هذا الاتجاه! علامات استفهام كثيرة حول مجاملة بعض لاعبي الهلال طوال سنوات مضت، كان آخرها مثلاً ضم ماجد المرشدي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التنسيق مع ناديه، ولا يحظى بأي قبول عند الجمهور الهلالي! واستفهام حول تمكن ناصر الشمراني من اللعب أساسياً وهو الذي كان هدافاً للدوري ولم يفارق دكة الاحتياط، وما إذا كان لانتقاله إلى الهلال دور في ذلك! استفهام حول عدم ضم أفضل حارس في الدوري عبدالله العنزي، وعدم إشراك أفضل محور إبراهيم غالب كأساسي والاستعانة بقلب دفاع ليلعب في مركزه! من يُجيبنا عن هذه التساؤلات ويقنعنا لنعيد الثقة للشارع الرياضي في منتخب بلاده؟! كلنا سعوديون، ولن يُزايد علينا أحد، شجَّعنا المنتخب وعشقناه وبكينا من أجله بقيادة الإمبراطور النعيمة، وبقيادة الفيلسوف الثنيان، والأسطورة الدعيع، وهم هلاليون لكنهم نجوم كبار استحقوا تمثيل المنتخب وحمل شارة القيادة، ولن تكون ألوان الأندية حاضرة في التقييم.. ولكن العقل والمنطق هو الذي يُفسد علينا الاستمتاع بانتصار المنتخب الأخير لغياب الشفافية! وكأن علينا أن نصفق فقط وقت الفوز ونبكي وقت الخسارة بينما الحديث والمناقشة لهم فقط! والله لَأنْ يخسر المنتخب والجميع يبكي عليه أحب عندي من أن ينتصر وهناك من لا يفرح بانتصاره لأسباب يتحمَّلها المسؤولون أنفسهم الذين فضَّلوا الصمت وقطعوا شعرة معاوية بينهم وبين الجمهور والشارع الرياضي! رسالة من القلب للمسؤولين: الوضع خطير، ولابد من حسم هذا الجدل والتدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تستفحل قضية منتخبنا ومنتخبهم!! فكلنا الأخضر وكلنا الوطن.