كشف قطاع العمليات بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن قطارات المؤسسة نقلت خلال إجازة عيد الاضحى المبارك أكثر من 48 ألف راكب. وبهذا فإن عدد الركاب الذين تم نقلهم خلال إجازة هذا العام يزيد بنسبة 32% عن عدد من استخدموا القطارات خلال نفس الفترة من العام الماضي 2012. وهذا أمر ايجابي له مدلولاته. فمن ناحية هذا يعني زيادة الطاقة التشغيلية على خط الرياضالدمام ذهاباً وإياباً وبالتالي رفع جدواه الاقتصادية. وهذا أمر مهم. من ناحية أخرى فإن هذا يدل على أن اعدادا متزايدة من سكان المملكة صارت تقبل بل وربما تفضل السفر بالقطارات. ورغم ذلك فإن البيانات المذكورة أعلاه ليست كلها إيجابية. فهذا الكشف يعني من ضمن ما يعني أننا لم نتوسع بعد منذ بناء خط الرياضالدمام عام 1951 كما يجب في مد خطوط السكك الحديدية بين مدن المملكة الرئيسية. طبعاً لدينا الان قطار الحرمين وهو يهتم بالدرجة الأولى بنقل الحجاج والمعتمرين. كما يجري العمل على شق خطين آخرين يربطان المناطق الصناعية ومناجم الفوسفات والبوكسات بالمنطقة الوسطى وآخر يربط العاصمة بمنفذ الحديثة في الشمال الغربي. وهذه الخطوط مثلما نرى لا تلبي الحاجة اليومية لتنقلات السكان من مكان إلى آخر داخل المملكة. إن هذا النقص الذي نعاني منه في عدد خطوط السكك الحديدية أمر غير مبرر طالما أن هناك رغبة متزايدة على هذا النوع من المواصلات. فمن الواضح أن الطلب في هذا المجال يزيد على العرض وأن عدد المسافرين بالقطارات خلال الاعياد كان بالإمكان أن يكون أضعاف أضعاف الرقم المشار إليه لو كان لدينا خطوط تربط الرياضبجدة وينبع وحائل وتبوك والمنطقة الجنوبية وتربط الدمام بالجبيل ودول مجلس التعاون. فقلة عدد خطوط السكك الحديدية يعكس دون شك عدم تطور المواصلات في بلدنا بالشكل المطلوب. واعتقد أن من سافر إلى أوروبا أو جنوب شرق آسيا والصين واليابان لا بد وأن لاحظ الفرق. فهناك يتم الاعتماد على القطارات في التنقل والنقل بشكل واسع. وهذا ليس مصادفة. فاستخدام القطارات له مزاياه الاقتصادية الغنية عن الذكر. فلو كانت لدينا محطات وخطوط حديدية كافية لسد الطلب لما رأينا على الأقل هذا العدد من الشاحنات على طريق الدمامالرياض والرياض جدة. وكذلك على الطرق المؤدية إلى دول مجلس التعاون. فهذه الشاحنات بالإضافة إلى تلويثها للبيئة جراء استخدامها للديزل تتسبب في الاختناقات المرورية والبطء في حركة السير. طبعاً التشجيع على استخدام السكك الحديدية ورفع جدواها الاقتصادية يحتاج منا إلى تغيير كامل علاقتنا بها. فالقطارات حتى تنافس السيارات والطائرات يفترض أن تكون مربوطة ببنية تحتية مناسبة تمكن الركاب من الوصول اليها أو مغادرتها بسرعة وسهولة. وهذا يعني ضرورة توفير المواصلات العامة المتطورة التي تربط محطات السكك الحديدية بوسط المدينة. كذلك فإن القطارات يفترض أن تكون مريحة ومزوده بالوسائل التي تزيل ضجر المسافات الطويلة. كما أن السرعة تلعب دوراً كبيراً. فالناس تحسب كم من الوقت سوف تأخذه للتنقل من مكان إلى أخر. ولهذا فقد تكون مشاركة القطاع الخاص في إدارة هذه الخطوط إحدى الحلول المناسبة لتحسين أدائها.