يبدو أن تويتر هو الحقيقة الأكثر شبهاً بالكرة البلورية التي تبرزها الأساطير كأداة للساحرة التي ترى فيها كل ما تريد رؤيته، وهي ذات الوظيفة التي يقوم بها تويتر وهو يسمعنا صوت الشارع ونبض الناس، من أرض الواقع التي يمارس فيها المواطن نقده اللحظي لكل ما يراه في حياتنا اليومية . تويتر بكل بساطة حطم الجدران التقليدية التي نتوارى خلفها، وجعلنا نعيش في عوالم شفافة، جعلتنا أكثر قرباً من بعض، واستحال هو كمِرآة ننظر فيها فنرى أنفسنا، وحين نبدو مثقلين بالكثير من الأخطاء والقصور فالذنب ذنبنا وليس ذنب المِرآة التي أرتنا مانحن عليه من نقائص وعيوب ! هو نهر من العواطف والمشاعر والمواقف التي تشكل وعينا وثقافتنا، وليس من المناسب الوقوف بوجهه، وإنما فتح المجال له ليأخذ طريقه بصورة طبيعية بعيداً عن الانفعال والتشنج، وعلى مسئولينا ألا يضيقوا ذرعاً بنقده لوزاراتهم ومؤسساتهم وهم أحوج مايكونون لتطبيع العلاقة معه، ولو عبر فتح نوافذ التواصل مع المغردين الذين جندوا أنفسهم للكشف عن كل مايشاهدونه من خلل وقصور، تماماً كما لو كانوا مراقبين ولكن بلا مقابل ! وإذا كنا ننزعج من أخطائه وسلبياته فتويتر كالجسد يُطهِّرُ نفسه ويقاوم ما فيه من أخطاء، وحين يسيء مغرد فالمغردون هم أول من يبادر لنقد أخطائه، صحيح أن بعض النقد قاسٍ مؤلم لكن ماذا نريد من المغرد أن يقول وهو يرى الفساد يترصده في أماكن كثيرة، ماذا نريده أن يقول وهو يرى المِنَح توهب مراراً للبعض وهو مازال يحلم بامتلاك قطعة أرض، ماذا نريده أن يقول وهو يرى أوامر عليا تصدر لصالحه وهناك من يعترض طريقها، ماذا نريده أن يقول وهو يرى بنية تحتية رديئة يتحسر وهو يرى مايفوقها جودة في دول أقل منا إمكانيات، ماذا نريده أن يقول وهو يرى رواتب متدنية لا تغطي احتياجاته المعيشية الضرورية... التساؤلات كثيرة والمتعين الاصطلاح مع تويتر بمكافحة الفساد.