أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المحرك الأكبر في الحراك الثقافي والرأي العام والخطاب المتداول. كان هذا أبرز ما تناوله اللقاء السادس للخطاب الثقافي السعودي الذي أقامه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي توصل في البيان الختامي إلى أن معطيات وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حقيقتنا وهمومنا ومستوانا الثقافي ومن ثم تنبغي الإيجابية فيها. قبل سنوات قليلة، لم يكن من المتوقع أن تسقط السلطة المجتمعية على حساب ظهور سلطة الفرد، فهذا الحراك التقني المعلوماتي ضاعف بشكل هائل من إعداد قادة للرأي العام أفراد أسهموا في تشكيل القناعات وتوجيه الرأي العام بحيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عاملا مهماً في هيئة متطلبات التغيير عن طريق تكوين وعي جديد وأصبح الإعلام البديل اليوم مكانا متاحا للمهمشين والمتنفذين على حد سواء، لتمنحهم جميعا بعدالة كاملة فرصة التعبير عن كل ما يدور في حياتهم اليومية وهمومهم المعيشية أو الثقافية. لهذا سيصبح الواقع الراهن والمستقبلي واقعا مفروضا وواقعا معاشا يلتزم التعايش معه دون صدمة معرفية أو إشكالية في التعامل. لغة الخطاب الاجتماعي تغيرت فعليا فهناك تغيرات جذرية. إذ بهذا الحراك أصبحنا أمام سلطة خامسة أزاحت تدريجيا السلطة الرابعة التي شغلت هذا الموقع للقرنين الماضيين وبالتالي أصبح هناك سؤال كبير وملح ماذا يريد المجتمع السعودي من خطابه في مواقع التواصل الاجتماعي؟ ونجد الإجابة عن هذا التساؤل تتمثل في أن هناك حقيقة مهمة وأساسية وهي أن سلطة الفرد تزداد باضطراد، فماذا يريد السعوديون من خطابهم عبر كافة المواقع التواصلية؟ إنه يريد التعبير عن المسكوت عنه وما يدور في هوامش المجتمع وخاصة تلك القضايا التي لا يسمح بالتعبير عنها في وسائل الإعلام التقليدي. وتظل هناك صعوبة في تحديد ماذا يريد المجتمع، لكن نستطيع القول: إن هناك متطلبات كبيرة أصبح المجتمع بصدد الحديث عنها. ولهذا كانت إحدى فقرات البيان الختامي للقاء السادس لقضايا الخطاب الثقافي السعودي أن المجتمع السعودي يأمل من الحراك الثقافي أن يكون معبرا عن همومه وآماله لعدم استطاعة الإعلام التقليدي أن يعبر عنه.