طالب المشاركون لقاء الخطاب الثقافي السادس «الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي» بعدم فرض الوصاية في الحراك الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي، وتطوير وتفعيل الأنظمة الموجودة لمحاسبة من يتجاوز الثوابت الدينية والوطنية، أو المتعلقة بالأشخاص، والمؤسسات لتتلافى السلبيات، وتحمى الحريات، والعمل على الارتقاء في مستوى التواصل والانفتاح في الإعلام التقليدي إلى مستوى لغة الإعلام التواصلي المنضبط بالضوابط الدينية والوطنية، وضرورة تفاعل المؤسسات والمسؤولين مع ما يقدم في هذه الوسائل لتطوير الأداء والتواصل المجتمعي، وصياغة «ميثاق أخلاقي» يشجع على الالتزام الديني والوطني في المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي. وتضمن البيان الختامي للقاء الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في فندق شيراتون الدمام واختتم أمس، أن المجتمع السعودي يأمل من الحراك الثقافي في وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون معبرا عن همومه، وآماله، وأن يحترم مكون المجتمع الأساس وهو الإسلام، وأن يركز على المشتركات والقضايا الوطنية. وكان المشاركون طرحوا عددا من الأفكار التي كان من أبرزها أن معطيات وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حقيقتنا، وهمومنا، ومستوانا الثقافي، ومن ثم ينبغي دعم الإيجابية فيها، وترشيد السلبية منها، إلى جانب الإيجابيات المتعددة التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي هناك عدد من السلبيات التي يجب معالجتها، لكن لابد من وضع مقابلها أمورا ثلاثة.. الأول: أن في مقابل هذه السلبيات إيجابيات، إن على المستوى الديني، والوطني أو تنوع الآراء، أو الدفع نحو مجالات النفع العام، ونحوها. الثاني: أن هذه السلبيات هي ناتج الانفتاح المفاجئ بعد إعلام رسمي، أو شبه رسمي محدود، ما يعني أن هذه السلبيات ستخف، وتتلاشى مع الزمن. الثالث: أن مواجهة سلبيات هذه الوسائل بالحجب، لن يحل المشكلة بل قد يفاقمها. وشهدت جلستا أمس تباينا في الآراء والأطروحات بين من يؤكد بأن ثمة متطرفين يريدون أن يجروا المجتمع إلى تقسيمات من باب حرية الرأي والفكر التي سمحت بها شبكات التواصل الاجتماعي وآخرين يزايدون في نقدهم للجهات الحكومية مما جعلهم يتجاوزا الحدود المنطقية في ذلك فنتج عن ذلك مصطلح (الدرعمة) للشائعات التي اندفع المجتمع نحوها بلا وعي ولا ضمير وهذا ما عبر عنه وذهب إليه نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم الكاتب محمد البكر في مداخلته، فيما ذهب عيسى الغيث بانتقاده صوب الانطباع للموقف المتطرف المعتدي على الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضاربا بذلك مثلا لما حدث لعضوات الشورى المعينات الذي ابدى استغرابه منهن في عدم تقدمهن بشكوى عدلية وقانونية يطلبن إنصافهن ممن تعدى عليهن في مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والاستهزاء، وقال: «ثمة تياران يختطف هذه المواقع التواصلية تيار متشدد يعتدي على حقوق الخالق، وآخر متشدد يعتدي على حقوق المؤمنين مع غياب الوسطية في ذلك، مطالبا بقانون شرعي وقانوني يجرم من يعتدي على الآخرين في هذه المواقع. بينما وقف الإعلامي فهد السعوي برأيه بأنه لا حراك ثقافي في التواصل الاجتماعي وإنما المسألة في حدود الانعكاس لما يحدث في الشارع فقط حيث خرج برؤى جريئة بعد أن كان المجتمع بطيئا وفي طريق متعرج وجدله كان قائما حول قضاياه في أقبية، واليوم نراها على السطح. فيما قالت مبرمجة المعلومات هالة القحطاني: «التواصل الاجتماعي فتح حوارا بين الأسرة والمجتمع»، وشاركها في ذلك الأكاديمية هدى محمد الملحم، وعد الشدي، وعبدالله العمودي.