في المجتمع السعودي تعاني فئة الشباب من أزمة تتمثل في طريقين إما المبالغة في قدرات هؤلاء الشباب حتى نتصور أنهم الشباب الأعظم على هذه الأرض أو التقليل من شأنهم لدرجة أن الكثيرين في المجتمع يقزمون دور الشباب لدرجة لا نستطيع أن نراهم ولكن السؤال الأهم من هم الشباب السعودي وأين هم وكيف نراهم؟ سؤال كبير ولكني سأسلك طريقاً مختصراً لعرض بعض من إنجازات الشباب السعودي بعيداً عن المبالغة أو التقليل من قدراتهم ففي المجال الإعلامي وهو الأكثر إثارة في هذا الزمن حيث أصبح الإعلام المهنة المقربة لعدد ليس قليل من الشباب المؤهل والواعي عبر ممارسة مباشرة لأدوات النشر والتحليل والتعبير فمن خلال الأجهزة الذكية والإعلام الاجتماعي أصبح الشباب السعودي قادراً على مجاراة الكثير من مسارات النجاح على المستوى الاجتماعي من خلال مواقع تواصل المتعددة. على الجانب الآخر نلحظ أن صورة الشباب السعودي وصوته الإعلامي يقترب منا بشكل تدريجي حيث نجد الكثير من شبابنا يديرون مؤسسات عالمية كبرى جعلتهم يمسكون بمفاصل العمل الإعلامي في قنوات لها دور بارز في توجيه الرأي العام ليس المحلي فقط بل يتعدى الحدود إلى فضاء أرحب. ففي قناة مثل “العربية" وهي قناة تضم الكثير من الخبرات الإعلامية العربية ذات الباع الطويل والقادمة من دول تسبق الخبرات السعودية بعشرات السنين إلا أننا نجد الشباب السعودي يتميز بالقضايا الإستراتيجية والفكرية وفي رسم وصياغة الفلسفة الإعلامية التي يديرها، ويظهر نجاحاً بارزاً إلى جانب زملائه العرب الآخرين الذين يثرون أعمالهم بخبراتهم وقدراتهم وإبداعاتهم. وفي قناة العربية والتي لا تنظر للجنسية أو الهوية ولا تقيم موظفيها على أساسها، وهذا أسلوب عمل المؤسسات التي تعتمد المهنية الرفيعة والاحترافية الراقية، يبهج المراقب للمشهد الإعلامي السعودي، أن الشاب السعودي استطاع تقديم نفسه، ونافس الجميع، وخضع لمعايير التقييم العادلة، وأكد وجوده ضمن فريق العمل متعدد الجنسيات، وكسب الاحترام وتعامل مع من حوله بثقة وتقدير متبادل. على شاشة العربية يبرز مجموعة من الإعلاميين والإعلاميات السعوديين الذين حققوا نسب مشاهدة مرتفعة وهم اليوم نجوم تسطع بإبداع ضمن كوكبة رائعة جاءت من كل مكان، وخلف الكاميرات هناك معدون وصحافيون وفنيون سعوديون يحدثون الفرق، ويقدمون إبداعاتهم المتألقة في كل الأقسام والمكاتب التابعة للقناة الإخبارية الأبرز. هذه رسالة للمؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة، لتعرف أن الشاب السعودي قادر على الإبداع والتميز متى ما توفرت البيئة الصالحة للعمل والقادرة على تحفيز الشباب وإطلاق القدرات. والشباب اليوم في السعودية يصنع واقعاً مجتمعياً جديداً، ويعتبر كلمة السر في التنمية، والاهتمام بقدراته، وتطويرها، والاستفادة منها، سيبشر بمستقبل واعد، ولنستفيد من الحماسة الإيجابية لجيل واع ومتعلم، يتوجب تجربتهم في القيادة والإدارة، وأن نتذكر حكومة النهوض في بدايات عهد الملك خالد - رحمه الله - والتي ضمت وزراء في الثلاثينيات من أعمارهم. شبابنا في كل مجال لهم تواجد وحضور، وفي المجال الإعلامي حققوا نجاحات بارزة، أكدت الحضور الإعلامي السعودي، وشهدت صحافتنا تطوراً ملفتاً وباهراً، والأبواب يجب أن تبقى مفتوحة لتحقيق نجاحات مميزة في ميادين أخرى.