يسجل الإعلامي السعودي تواجداً مميزاً خارج المملكة في المؤسسات الإعلامية السعودية أو غير السعودية، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي ظهر فيها أسماء إعلامية سعودية بارزة ومتفوقة ومتميزة، سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، ولا يكاد يأتي حدث إعلامي إلا ونجد للسعوديين بصمتهم المميزة فيه سواء بالمتابعة أو المشاركة بمختلف المنتديات الإعلامية والصحفية والفعاليات والأنشطة الفكرية والثقافية.. الأمر الذي دعا "الرياض" لتوجيه سؤال إلى عدد من الإعلاميين السعوديين العاملين في مختلف وسائل الإعلام المختلفة في دولة الإمارات، عن سبب تفوق الإعلامي السعودي ومستوى الإبداع والتميز الذي يحققه خارج المملكة ولماذا؟. البيئة الجاذبة والطاردة وإبداعات الإعلامي أكد الأستاذ علي الحديثي المشرف العام على مجموعة MBC أن هناك حزمة من الأسباب والعوامل ساهمت في إبداع الإعلامي السعودي خارج بلده أكثر منه في الداخل، من أبرزها ما له صلة بالعوامل الخارجية من بيئة، وحرّيات عامة وخاصة، وبنى تحتية، وثقافة العمل والجدارة، وغيرها.. وبالتالي، فهي عوامل لا تتعلّق بشخص الإعلامي السعودي أو كفاءته أو قدرته الكامنة فقط، بل بالوسط الإبداعي المحفّز للمبادرة والعمل والنجاح، الذي يتواجد فيه. ولعل أبرز تلك العوامل تكمن في: أولاً، الخبرات العملية والكفاءات المهنية و"أفضل الممارسات" التي تمتلكها بعض المؤسسات الإعلامية "الرائدة" خارج المملكة، والتي غالباً ما تشكّل علي الحديثي: الخبرات المتنوعة ومكافأة التميز تعطي حافزاً أكثر للعطاء دعائمها طواقم عمل متعدّدة المشارب والألوان، تلتقي ضمنها خبرات متنوّعة من بلدان وخلفيات مختلفة، بعضها أوفر خبرةً نسبياً من تلك الموجودة في قطاع الإعلام داخل المملكة، وهو ما يُسهم في سرعة نمو تلك المؤسسات الإعلامية، ويصب في مصلحة الإعلامي السعودي الذي يعمل ضمنها. ويكتسب ذلك بعداً إضافياً خصوصاً في ظل "العولمة"، وسرعة انتقال الأفكار والرساميل، والإعلام المدمَج المتعدّد المنصّة، من ثابتة ومتحرّكة وتفاعلية وغيرها. وتابع الحديثي: "ارتفاع نسب المشاهدة واتساع القاعدة الجماهيرية التي تحظى بها بعض المؤسسات الإعلامية "الرائدة" في الخارج، وهو ما يُسهم في تطوّر الإعلامي السعودي وتألّقه على مستوى العالم العربي والمنطقة بأسرها، وليس فقط على مستوى المملكة، على أهميتها". وأضاف: "المحتوى البرامجي للشاشات الإعلامية غير المحلية، التي غالباً ما تسعى، من خلال شبكاتها البرامجية، إلى مخاطبة أوسع شريحة من المواطنين والمقيمين في العالم العربي بأسره، لناحية طرحها مواضيع إقليمية شاملة، وعدم تركيزها على المواضيع أو المسائل المحلية فحسب. عندها، نجد أن الإعلامي السعودي يتصدّر المشهد الإعلامي الإقليمي من موقعه كمراسل ميداني ومقدّم برامج ومُعدّ ومحاور لبق.. ما يساعد أيضاً على بناء قاعدة شعبية أكبر له، فضلاً عن تطوير مهاراته وصقلها عبر التجربة والممارسة وتبادُل الخبرات". وأشار إلى أنه يُضاف إلى ما تقدّم عناصر تتعلق بالبيئة الإعلامية التي تتطوّر ضمنها المؤسسات الإعلامية في الخارج، والمناخ الأكثر تحرّراً لناحية الاتساع النسبي للهوامش الحمراء، والحدّ من الرقابة الصارمة، في مقابل توسيع الدور الممنوح للإعلام في ممارسة رسالته، من ترفيه، تثقيفي نوعي، ومساءلة ومحاسبة، وتسليط الضوء على مكامن الأخطاء بهدف تصحيحها. فضلاً عن وجود قوانين وتشريعات واضحة لناحية ضبط آليات عمل العملية الإعلامية و"الإعلام الجديد"، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتطبيق نظم "الحوكمة" المؤسساتية، وتحفيز الأعمال، ووفرة مصادر التمويل... والأهم، مكافأة النجاح والإبداع". منصور النقيدان وبدوره، بدأ منصور النقيدان، الباحث في مركز المسبار في الإمارات، بالحديث عن نفسه وتجربته، قائلاً: "إذا وجدت من يؤمن بأفكارك ويؤمن بقدرتك على تقديم الجديد ولا يشعر بالتهديد بوجود زملاء له أو مرؤوسين له يفجرون طاقات الإبداع لديهم وهذا ما ينبغي أن يكون الحال عليه في المؤسسات الإعلامية والحكومية المعنية بالثقافة والفكر". وتابع: "هذا بشكل عام، أما بالنسبة لي، فقد شققت منصور النقيدان: ينبغي على رؤسائك بالعمل ألا يخشوا إبداعك وتفوقك طريقي منذ سنوات واستطعت أن أتغلب على كل القيود وأن أتجاوز كل العقبات لأنني آمنت بنفسي وبقدرتي على الإبداع لهذا لم يكن غريباً أن أكتب في كُبريات الصحف العالمية حينما أردت ذلك وأن تكون تجربتي الفكرية قصة من القصص التي وجد فيها القراء العرب والغربيون إلهاماً لهم ومثالاً لكل أولئك الذين يحملون الأمل ويسعون لتحقيق آمالهم ويكفي أن يضع الباحث اسمي على غوغل وفي يوتيوب ليعرف القصة بكاملها.. "ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي". ناصر الصرامي ومن جانبه، أشار الإعلامي والصحفي الزميل ناصر الصرامي، مدير الإعلام في قناة العربية، إلى أنه لا يجد فرقاً كبيراً بين من يعمل خارج أو داخل الحدود، فالمكان ليس مهما الآن في عصر الفضاء المفتوح والتواصل الإلكتروني والتقني مع تطور الاتصالات الهائل، الأهم هو مستوى النجاح والحضور، سواء في الداخل أو في المهجر خارج الحدود لأسباب تتعلق بأهدافها، وتتعلق بوجودها في فضاء ناصر الصرامي: تفوق الإعلامي السعودي في الخارج مرحلة لاحقة لتفوقه في الداخل جغرافي محايد قادر على منحها حضوراً مختلفاً ومميزاً، وكانت لندن هي الموقع الجغرافي المتوسط بين الشرق والغرب، وبموصفات قانونية مقبولة ومحايدة أيضاً، في ظل تراجع الأنظمة والقوانين الإعلامية المحلية والإقليمية وضعفها بل وتخلفها، لكن في مرحلة لاحقة دخلت دبي خط المنافسة عبر مدينة حرة للإعلام، ورغم وجود الفكرة عربياً في الأردن ومصر، إلا أن دبي حققت التفوق بأرضية تقنية متقدمة وخدمات لوجستية ومنشأة عقارية، وبعد وقت قصير تحولت دبي إلى قبلة للإعلام العربي، بل وساهمت في تشريع إقامة مشاريع إعلامية من دول عربية مختلفة، بما فيها رؤوس الأموال السعودية. لذا تأسست مشاريع سعودية خاصة بمختلف الأحجام والاستثمارات، وحدث أن البنية الاجتماعية والفنية المتوفرة - في دبي تحديداً حيث أبرز المؤسسات الإعلامية السعودية، كانت الأنسب لقرار رأس المال. وأعتقد أن وجود المؤسسات الإعلامية في الخارج وإبداعها ونجاحها ليس غريباً أبداً، بل هو وضع أو نتيجة طبيعية لعوامل اجتماعية وإدارية وتقنية وتنظيمية، ونجاحها في الخارج وفي بيئة إعلامية راقية يعود إلى أسباب تتعلق بتوفير أسباب الإبداع الحر.. ولست أميل إلى رؤية وجود إعلام سعودي ناجح في الخارج كنقص، بل هو تأكيد لقدراتها الإعلامية المتفوقة على الواقع أو المساحة المتاحة". وتابع: "وبالنسبة للإعلامي المحترف، هو أقرب للرياضي المحترف، ونجاحه في الداخل قد يقوده للاحتراف الخارجي، بمعنى أنها قد تكون المرحلة التالية للإعلامي لرفع معرفته ومستوى خبرتها، والتعلم بشكل مكثف ودقيق في أجواء منافسة قوية، ومعايير مهنية عالية، وحسابات اقتصادية للمؤسسات الخاصة تتعلق بالربح والخسارة، عكس الإعلام المحلي والتى يشكل القطاع الحكومي وشبه الحكومي منه النسبة والمساحة الأكبر. أعتقد أن تفوق الإعلامي - الإعلام السعودي في الخارج هو مرحلة لاحقة لتفوقه في الداخل، أو مكمل له بصورة أدق". محمد الطميحي أما الإعلامي والكاتب الصحفي الزميل محمد الطميحي، مذيع نشرة الأخبار على شاشة العربية الذي استقر في دبي لأكثر من عشر سنوات، تنوعت خلالها تجربته الإعلامية بين الإعلام الحكومي والخاص وحتى الأجنبي يقول: "إن الإعلام طائر حر لا يمكنه أن يتطور في ظل القيود التي يعيشها الإعلام الداخلي وخاصة الحكومي، والإعلامي جزء من هذه التركيبة فمتى ما أتيحت له الفرصة للتطور بناءً على إمكانياته فإنه سيبدع في عمله بينما يتوقف إبداعه إذا كان تطوره مرتبطاً بالسنوات والسلم الوظيفي فقط". ويضيف: "أنا شخصياً كانت لي تجربة في محمد الطميحي: الصحفي طائر حر لا يمكنه ان يتطور في ظل القيود الرسمية العمل الحكومي من خلال إذاعة الرياض التي لها الفضل في انطلاقتي الإعلامية الأولى ولكن الروتين والبيروقراطية الإدارية دفعتني للبحث عن الفرصة خارج المملكة من خلال عدة محطات قادتني في الأخير إلى شاشة العربية، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة يوماً ما للعودة ومشاركة تجربتي مع الجيل الجديد من الإعلاميين الشباب الذين نجح الإعلام الرسمي والخاص في استقطابهم بعد افتتاح العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية". هاني نقشبندي ومن جانبه، قال هاني نقشبندي، كاتب وروائي مقيم في مدينة دبي: "جوابي على سؤالكم حول تجربة الإعلامي السعودي في الخارج هو أننا كسعوديين أقدر على قراءة مجتمعنا من خارجه، لأن إعلامنا السعودي الداخلي ضعيف في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع، وعملنا كإعلاميين من الخارج يعطينا صورة أوضح، كما أنه يمكننا من التواصل مع القنوات الإعلامية الخارجية لإنضاج تجربتنا بشكل أفضل، واعتقد أنه يمكن تلمس ذلك عند قراءة تقرير كتبه إعلامي سعودي من الداخل وآخر من الخارج". وأضاف: "ولكن يجب أن أعترف بأن الإعلام السعودي يتطور، خاصة في الأعوام الأخيرة، وأنا أعرف أن هناك ضوابط كثيرة ومحظورات لا تزال قائمة، لكن الصورة أفضل مما كانت من قبل الاغتراب الذي رغم كل ما يقال عنه، ورغم بعض مثالبه، يبقى إيجابياً في ضخ فكر جديد ورؤى جديدة لأي عمل إنساني سواء كان المغترب إعلامياً أو رجل أعمال". مساعد الثبيتي أما الزميل مساعد الثبيتي، معد ومسؤول إنتاج في قناة العربية، فقد أكد أن "بعض الإعلاميين السعوديين متفوقين داخل وخارج بلدهم، ومن الظلم أن نربط نجاح السعوديين بالمتواجدين في الخارج، بل إن الناجحين منهم في الخارج وهم قلة كانوا ناجحين ومعروفين في الداخل، ونجاحهم الداخلي هو الذي أتاح لهم الفرصة ليكونوا ناجحين خارج الوطن". مشيراً إلى أن "الإعلامي السعودي الناجح في الخارج يعود سبب نجاحه إلى أنه في الداخل يعمل في نطاق ضيق وهو النطاق المحلي، لكن عندما غادر للخارج صار أشمل بحكم عمله في وسيلة إعلامية مشاهدة على نطاق واسع، وهو النطاق العربي، فمثلاً الزميل "بتال القوس" كان ناجحاً ومعروفاً في المملكة وهذا النجاح أتاح له أن يعمل في قناة عربية، وبدلاً من أن يكون نجاحه مقتصراً داخلياً صار عربياً، الخارج لا يصنع إعلامياً، الموهبة هي التي تصنع النجاح سواء بقيت في السعودية أو عملت في أمريكا، إذا سلمنا بسؤالكم فالسبب يعود إلى حجم الإمكانات والاختلاط بجنسيات وخبرات متنوعة وهذا يتيح للإعلامي التطور والاستفادة مما حوله، النجاح في الخارج ليس مربوطاً بالسعودي ومن الظلم أن نتجاهل نجاحات الجنسيات العربية الأخرى". وبدوره، قال أحمد الطويان معد برنامج حوار العرب في قناة العربية الإخبارية: "إن تقدير المواهب الإعلامية السعودية متوفر فقط في القطاع الإعلامي الخاص، وأجواء العمل مفتوحة بلا قيود ونحن في المحطة نخدم بلدنا أينما كنا، والتفوق عند الإعلامي مرتبط بالإمكانات العالمية المتاحة والبيئة الاحترافية، وهذا متوفر مثلاً في مجموعة MBC التي جمعت كل المواهب والخبرات العربية وفتحت لها مجال العطاء والإبداع". عبد المحسن الحارثي ومن جانبه، أكد الإعلامي والكاتب الصحفي عبدالمحسن الحارثي رئيس تحرير مجلة الراصد الثقافية في دبي، أن "السبب يعود - ربما - لأن هناك سقفاً أعلى من الحرية لدى المؤسسات الإعلامية المنتمية للقطاع الخاص، أكثر من المؤسسات الإعلامية الرسمية، فبالإضافة إلى الحوافز والدعم وتشجيع العمل الإعلامي لدى هذه المؤسسات من الناحية المادية والمعنوية، على عكس ما يتقاضاه الموظف الإعلامي أو الصحفي أو يحظى به من اهتمام وتشجيع وحوافز من المؤسسات الإعلامية الرسمية، فلذلك تجد الإعلامي السعودي يتميز ويعطي أكثر إذا وجد البيئة المشجعة والصالحة لاحتضانه وهنا تجد تميز إعلاميين سعوديين كثر في هذا المجال الإعلامي والصحفي وأصبحوا نجوماً ومعروفين في فترة قصيرة أكثر من غيرهم ممن عملوا في القطاع الحكومي سواء في الداخل أو الخارج". وشاركنا في هذا الاستطلاع مدار البحث الإعلامي المعروف والمذيع الرياضي بتال القوس وقال: "أرى أنه من الظلم أن توصف البيئة السعودية بأنها بيئة طاردة للمبدعين وبشكل خاص الإعلاميين، ولكن يوجد إعلام حكومي سواء في التلفزيون أو الإذاعة أو بعض المؤسسات الإعلامية لديها بيروقراطية وقوانين معقدة وروتين قاتل لا تستطيع أن تظهر المواهب المبدعة بحرية تامة لوجود مثل هذه العوائق والحواجز، وكما أسلفت إنه من الظلم أن نصف البيئة السعودية بتال القوس: من الظلم أن نصف البيئة السعودية بأنها طاردة طاردة ولكن هناك مبدعين في التلفزيون السعودي وإذاعة الرياض وهناك أسماء سعودية ونجوم سبقونا في هذه التجربة ومنهم غالب كامل وماجد الشبل وعبدالله الشهري وخالد المدخلي وأسماء كثيرة أبدعت وبرزت وتألقت في هذا المجال ولكن لو نظرت إلى الإعلاميين السعوديين وكيف يبدعون في الخارج فسيتضح لك أن مجرد الخروج من الداخل يصنع إعلامياً أو نجماً. ويضيف القوس لكن توفر بيئة جاذبة ومحفزة وأرضية سليمة وتربة خصبة تنمي وتشجع الإبداع مثل القوانين والأنظمة الميسرة والواضحة التي تقوي وتعزز وتشجع الإعلامي في الخارج خصوصاً إذا كنت تعمل في مؤسسة إعلامية في القطاع الخاص فتجد بهذه المؤسسة أو تلك مناخاً وجواً صحياً مشجعاً وعوامل وحوافز كثيرة تجعلك تتألق وتبحث عن الإبداع والمنافسة للأقوى دائماً على عكس القطاع الحكومي الذي يعمل فيه الإعلامي أو الصحفي والذي يمتلئ بالخطوط الحمراء والقيود الكثيرة التي لا تجعل الإعلامي أو الصحفي يجد ضالته لكي يكون معطاء ومتميزاً ومبدعاً". حمود الفايز أما الإعلامي السعودي حمود الفايز، مذيع رئيسي في نشرة أخبار MBC، فأوضح، أن "تميز الإعلامي السعودي يكمن في عمله إذا كان يعمل في قناة خاصة أو ربحية فهذه المؤسسة تتيح للمذيع أو الصحفي الإعلامي حوافز كثيرة وتشجعه لاستقطاب شريحة كبيرة من المشاهدين"، ويضيف الفايز "رغم أن الأدوات الفنية متوفرة وموجودة مثلاً في التلفزيون السعودي وأيضاً هناك كوادر إعلامية وصحفية إلا أن هناك خطوطاً ( حمراء وصفراء وبرتقالية) وأصبح عند الإعلامي رغبة ذاتية داخلية أكثر من ما هو مطلوب منه، وهو غير مطالب فيها أصلاً على اعتبار أنه فرد في المؤسسة ولكن بحكم الخبرة أصبحت لدينا ثقافة كتابة التقرير الصحفي والتحايل على الممنوع من خلال مفردة بسيطة"، وأكد الإعلامي حمود الفايز، أن أسرع طريقة للنجاح أن تصاحب ناجحاً "وهنا في مجموعة MBC وجدت تشجيعاً ودعماً بحكم أن القناة لها مساحة عريضة من المشاهدين ووجدت أمامي إرثاً كبيراً من الخبرة والتجربة"، لذلك وجب علي أن أطور نفسي أكثر لأنه هناك من يحاسبني لوجود فريق متابعة يكافئك إذا تميزت ويشجعك إذا أبدعت ومن جانب آخر يحاسبك إذا أخطأت ويرصد ضعفك إذا قل إنتاجك". وأضاف الفايز "ورغم قصر الوقت الذي أظهر به على الشاشة وربما نصف ساعة في اليوم ولكن هذه النصف ساعة يحسب لها ألف حساب حين تطل وتخاطب ملايين من المشاهدين، صحيح أنه لا يوجد إعلام حر ونزيه في العالم إلا أن التميز والتفوق مطلوب من الإعلامي والصحفي في أي مكان يعمل به إذا كان يؤمن برسالته الإعلامية المنوطة به". وقال الإعلامي والصحفي غالب درويش رئيس قسم الاقتصاد في موقع العربية نت بقوله: "إن الإبداع ليس مرتبطاً بمكان الإعلامي أو الصحفي ولكن كل مبدع له أدواته وآفاقه وتخيله والإعلامي يحتاج إلى مناخ من الحرية المسؤولية لتغيير آرائه وإبداعه والبيئة التي ينطلق منها الإعلامي وهي أهم شرط من شروط التألق والإبداع، سواء كان داخلياً أو خارجياً، ولكن يبدو أن القطاع الخاص السعودي في الخارج وخصوصاً المؤسسات الإعلامية أتاحت الفرص لكثير من الإعلاميين والصحفيين للتواصل مع زملاء ومؤسسات وجهات أكثر خبرة ودراية وتجربة في هذا المجال". محمد الخميسي وبدوره، قال الإعلامي السعودي محمد الخميسي مدير تحرير موقع مجلة "فوربس - الشرق الأوسط" في دبي، ان "العملية الابداعية لا ترتبط بمكان او زمان ولكن البيئة هي التي تفرض نفسها على هذا الإعلامي او ذاك، قد تكون بيئة الإعلامي الصحفي تؤثر على عمله سلباً او ايجاباً ولكن حرية الإعلام ورفع سقفها له دور كبير في تنوع مصادر وأدوات المبدع ولا شك ان هناك قيوداً وأنظمة وقوانين تعيق المبدع وتحجم حركته من خلال الأنظمة والقوانين غير الواضحة خصوصاً اذا لم توجد أنظمة مؤسساتية وقوانين واضحة تحمي الإعلامي والصحفي من حرية الابداع والتألق، وما يشكل عائقاً أمام الإعلامي او الصحفي هو ان يصطدم بمزاجية ورغبة مديره ومرؤوسه خصوصاً إذا كانت هذه المؤسسة ليس لديها ضوابط وقوانين وأنظمة واضحة وشفافة". فهد سعود ومن جانبه، أشار الإعلامي والصحفي فهد سعود، مدير تحرير العربية نت، إلى أن "الاعلام المهني المحترف اذا وجد البيئة الصالحة والسليمة والأرضية الصلبة والمناخ المشجع ينطلق بقوة ويبدع في مجال عمله اينما كان وأينما حط وأينما وجد، فالبيئة السليمة هي عنصر جاذب ومشجع ومحفز لأي إعلامي يريد ان يطور نفسه ويقوي ادواته الفنية والمهنية ليثبت دوره وحضوره الاعلامي في اي مجال يعمل به سواء كان في مؤسسة مرئية او مسموعة او مقروءة، وبدون شك ان هناك فرقاً كبيراً بين صحافة الداخل وصحافة الخارج، فالصحافة في الداخل ربما مقيدة ببعض الضوابط او المحاذير بينما صحافة الخارج وإن كانت مؤسسات سعودية فإنها تعيش هامش حرية أكبر تعطي الصحفي مجالاً أكبر للتألق، أنا شخصياً أعتقد ان الصحفي عندما يعيش في بيئة تختلف عن بيئة وأجواء غير التي نشأ فيها لا بد ان يكتشف مدارات أوسع، وخيوط جديدة للمهنة ومما يجعله يختلف قليلاً عن غيره، ولكن هذا لا يعنى أنه أفضل من الآخرين اللذين لم يجدوا فرصة للعمل في الخارج عموماً النجاح مسألة نسبية وهناك من يعمل صحفياً في الخارج ويقضي سنوات طويلة ولا أحد يعرفه، بشكل عام أعتقد ان الأمر يعتمد على الإعلامي والصحفي نفسه وليس على المؤسسة التي يعمل بها". د. صالح السحيباني إلى ذلك أخيراً وليس آخراً نقلنا هذه الآراء إلى الدكتور صالح السحيباني الملحق الثقافي السعودي لدى الإمارات لنعرف وجه نظره حول أداء ومسيرة الإعلاميين السعوديين في دولة الإمارات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص وقال السحيباني ل"الرياض": "معظم الإعلاميين السعوديين في الخارج إن لم يكن جلهم درس في مدارس بلادنا الغالية، ونهل من معارفها الأصيلة وعلومها النيرة، بل إن بعضاً منهم قد تخرج في كليات تعنى بالدراسات الإسلامية والدعوية في جامعات عريقة في المملكة، وبالتالي هو أو هي قد تخرجت من مدارس بلاد الملحق الثقافي السعودي: الإماراتيون يثنون على تميز وانضباط الإعلاميين السعوديين الحرمين الشريفين، وكثيراً من أولئك الإعلاميين السعوديين إن لم يكن كلهم يحملون هم الوطن معهم بل ويحملون من الوطنية والإخلاص لوطنهم وهويتهم ما لا يتسع الحديث لذكره، يتسم سلوك معظم أولئك الإعلاميين وأخلاقياتهم إن لم يكن جلهم بمهنية عالية وسلوك راق وثقافة عالية التي يحق لنا أن نفتخر بها وهم يبزون أقرانهم وزملاءهم الإعلاميين الآخرين، ويشهد بذلك تصريحات بعض كبار المسؤولين الأشقاء في الإمارات عنهم وكذا فوز بعضهم بالكثير من الجوائز في مختلف المحافل هنا، وبالتالي فإنهم مهما بعدوا مكانا أو قربوا فإن نبل أخلاقهم والمنبع الذي يرتكزون عليه، والمنهل الذي يتغذون منه جعلت حالهم ووطنهم كحال الغمامة المثقلة بالمطر والخير والتي سيعم نفعها وتنتشر بركتها هنا وهناك ليعود على بلادنا المباركة بخير وفير، فهم سفراء كلمة ورسل خير ومحبة ووئام ينقلون الرؤية الحكيمة والرسالة النبيلة.. ولكن وللإجابة عن هذا السؤال تحديداً أعتقد أن أسباب ذلك ومسبباته كثيرة ومتعددة، لكنه يجدر ألا نغفل بأي حال من الأحوال إبداع بعض الإعلاميين السعوديين في الداخل أيضا فكل من أولئك الإعلاميين في الداخل أو الخارج يبدع في محيطه، والإنسان كما نعرف جميعا ابن بيئته والجو المحيط به يؤثر فيه أو عليه (أي سلبا أو إيجابا)، وذلك حسب الامكانات والظروف المحيطة به أو المتاحة له، غير أنه لا أحد ينكر في رأيي المتواضع إبداعات بعض الإعلاميين السعوديين في الخارج وتميزهم الذي استطاعوا أن يشقوا من خلاله الآفاق، ولذلك وكما أعتقد فإن لذلك الإبداع حكايات وقصصاً لا تنتهي، لعل أبرزها أن بعض أولئك المبدعين والمتألقين من الإعلاميين السعوديين في الخارج حضروا بفاعلية وحصلوا على زادين؛ زاد الأولى وزاد الأخرى، وأظن الأخرى ترفدها الأولى، فالأولى تعني خبرته التي اكتسبها هذا الإعلامي أو ذاك خلال فترة عمله السابقة في المملكة متغذيا من تجارب بعض زملائه في الداخل، وأما الأخرى فهي عمل هذا الإعلامي في الخارج مستفيدا من البيئة المحيطة به ومن تجارب زملائه الإعلاميين الآخرين، وهذا لا ينفي أن كثيرا منهم قد شق طريقه بنفسه بكل عصامية واحترافية، بل إن غير قليل من أولئك قد استثمر عوامل التحدي وتلك المنافسة الشرسة التي يعيشها في الوسط الإعلامي السعودي في الخارج من قبل الإعلاميين من جنسيات أخرى بل ووظفها لصالحه وجعلها دافعا إلى أن يحلق في مجال الإبداع الإعلامي في الخارج، حيث تخلق الإبداعات أحيانا من رحم المعاناة والمزاحمة.. فإما أن تكون أو لا تكون". وأضاف السحيباني "الشيء الآخر الذي تجدر الإشارة إليه هو أن نزرا قليلا من الإعلاميين السعوديين في الخارج قد تخرج من مدرسة برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي أو استفاد منه بشكل أو بآخر وهو البرنامج الذي شق طريقه إلى العالمية بكل اقتدار، هذا ناهيك عن أن مستوى الأداء والعمل الإعلامي في المملكة قد زاد مؤخرا من مستوى الإبداع ووتيرة الابتكار"، واختتم السحيباني بقوله "بلا شك سنرى الكثير من الأفكار الخلاقة والأعمال الإعلامية الإبداعية تتواصل وتترى بعد صدور القرار الملكي الكريم بإنشاء هيئة الإذاعة والتليفزيون.. وعموماً لا ننكر الأجواء المتاحة في القطاع الخاص فيقابل التكريم للمبدعين عدم وجود مكان لمن لا مكان له، فضلًا عن أهمية الأجواء المحيطة كما قلنا والدورات والاحتكاك وتبادل الخبرات بين الأقران". علي الحديثي والزميل على القحيص