رأت مديرة تعميد البرامج وتنفيذها في قناة «ألف ألف» الفضائية رشا الإمام أن القناة الفضائية السعودية الجديدة «لم تأت لتجعل نفسها بين هذا الزخم الشديد عددا فضائيا، بل ولدت لتأخذ مكانها الخاص بها، لا تتشابه ولا تقارن نفسها مع باقي القنوات». وأفادت «عكاظ» رشا الإمام «أن القناة «التي يتوقع بدء بثها بعد رمضان» لها استراتيجية محددة وموجهة للمجتمع السعودي المحلي، تعمل على إظهار الوجه المشرق للوطن والمواطن، والتمسك بالثوابت، وتعزيز روح الوطنية، ومد جسور التواصل بين المناطق، وتشجيع الكوادر الشبابية وإبراز هوية الشباب، وإبداعاتهم في الداخل والخارج، وإعطاء الحركة الإعلامية في المملكة مظهرا وثوبا جديدين من الارتقاء في عالم التكنولوجيا والاتصالات. وإلى تفاصيل الحوار. • ما هي البرامج المتوقع تنفيذها في القناة، وإلى أي فئة موجهة؟ نحن الآن في طور العمل لتنفيذ العديد من البرامج، ومنها برامج توعوية ترفيهية هادفة، وأخرى تمس الواقع الحقيقي للمرأة والرجل في مجتمع واحد، حيث نسعى عبر هذه البرامج إلى تحسين الصورة السلبية القديمة في التصادم الدائم بين الرجل والمرأة، وخلق روح تفاهم وتواصل بينهما، وهذه البرامج موجهة لشرائح المجتمع كافة وتحديدا الأجيال الشابة. منوعات ومسابقات • غالبية برامج المنوعات والمسابقات مأخوذة عن محطات أمريكية وغربية، ما تعليقك على ذلك؟ لا أجد هناك مانعا لذلك، إذا كانت البرامج الأجنبية جيدة، وتعمل على إبراز الإبداعات ومواهب الشباب. ومن الممكن أخذ هذه البرامج الأجنبية وتقديمها بما يناسب مجتمعنا ثقافيا ودينيا.. الأخذ من الغرب جميل إذا كان مناسبا ويحقق الأهداف.. أما إذا كان يخالف عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا فهذا مرفوض.. وقد يكون الأجمل أكثر هو إنتاج أفكار جديدة تبنى من روح حية غير مقلدة أو مقتبسة. إيجابي وسلبي • القنوات الفضائية منها الإيجابي الهادف والسلبي المدمر، كيف نفعل الإيجابي وكيف نحجم السلبي؟ المشاهد أصبح واعيا لكل ما يراه، فهو من يملك القدرة على تغيير القنوات ذات الأهداف المريبة والإبقاء على القنوات ذات الإيجابية والواقعية العادلة في طرح برامجها، لكن نحن كصانعي محتوى وبرامج علينا طرح الإيجابي دون المبالغة البعيدة عن الواقع، أما عن السلبي فنستطيع طرح سياسات التغيير الهادف. تنمية المهارات • لماذا اخترت العمل الإعلامي وما هو تخصصك؟ نشأت في كنف عائلة تتقن تعليم أفرادها فن الاعتماد على النفس، وتنمية المهارات والقدرات للمضي في طريق العمل والإنجاز، حيث درست في دار الحنان. وأعترف أن هذه المدرسة عززت لدى طالباتها روح العمل وإثبات الذات والإبداع، والتحقت بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وكانت إرادتي ومهاراتي تتجه إلى تخصص إدارة الأعمال، وفعلا درست وتخرجت.. وكانت أهدافي مبنية على عالم الإدارة والأعمال، لكن عرض علي صدفة، العمل في MBC، فوافقت لأني وجدت في عملي فيها إبرازا لقدراتي في عالم لا يوجد فيه إلا قلة قليلة جدا من الفتيات السعوديات آنذاك، فخضت التجربة وخضعت لتدريب متواصل طوال السنوات الخمس التي عملت فيها. • ما هي المحطات الإعلامية الأخرى التي عملت فيها؟ MBC1 و MTVa حيث كنت في الأخيرة ضمن فريق التأسيس الذي أشرف على انطلاق المحطة، وأثناء عملي في هاتين القناتين عملت في إنتاج البرامج والموضوعات الخاصة بالمجتمع الخليجي خصوصا السعودي. مذيعات ومذيعون • لماذا غالبية الفضائيات تركز على ظهور المذيعات أكثر من المذيعين؟ من الممكن في بعض الفضائيات نجد المذيعات يشكلن 60 في المائة، والمذيعين يحتلون النسبة الباقية، لكن هذا ليس الأساس، لأن الاستمرارية في الوهج الإعلامي، يعتمد على مقومات وتقنيات يجب أن يتحلى بها كلاهما لضمان التميز الخاص. • هل الجمال شرط لنجاح المذيعة؟ لا يمكن الإنكار أن الجمال عنصر جذب، لكن هذا لن يطول إذا لم تظهر الروح والمعاني القيمة فيه، المذيعة الجميلة إذا كانت تتمتع بالمهارات والثقافة والخبرة في التعاطي مع الجمهور، فجمالها سيكون عنصرا إضافيا، أما إذا لم تكن تملك أيا من المقومات التي تكفل لها التميز والإبداع، فإن الجمال لن يفيدها على المدى الطويل ولن يصنع لها مسيرة إعلامية مميزة. إثبات الذات • ما الصعوبات التي تواجه الإعلامية السعودية؟ أثناء عملي لم أجد أي صعوبة تذكر.. فالمحك الفعلي للفرد هو قدرته ومهارته بغض النظر عن نوع الجنس، ومكان البلد. وحين أتيت إلى موطني المملكة من دبي، لم أجد أيضا صعوبات تواجهني أو تواجه زميلاتي.. الفتاة السعودية تستطيع إثبات ذاتها إذا آمنت بذاتها، ووثقت بهدفها، وإن واجهتها صعوبات أو معوقات فهذا حال أي مبدع أو مجتهد في أي مجال، فمواجهة العراقيل تمرين ورصيد. • كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة قيمة للمجتمعات العربية بعد الانفتاح الحادث في العالم؟ لا يكون الإعلام فعالا وأداة قيمة، إلا إذا فعل لخدمة شرائح المجتمع، فيكون الإعلام عبر أجهزته المختلفة صوتا وهدفا وعنوانا لكل ما يجول داخل المجتمع، ويعزز روح التعاون والاجتهاد بين الأفراد والحكومات والأجهزة المجتمعية. • كيف تنظرين لمستقبل الإعلاميات السعوديات؟ أرى أن المجال مفتوح في القطاعات الإعلامية سواء الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة من الإعداد للإنتاج للإخراج لكل منظومة العمل الإعلامي. مستقبل الإعلاميات أجده مميزا جدا حاليا، وهن قادرات على الثبات والإنجاز في المستقبل.