فاصلة: (من يبحث عن الظلم لا يحتاج إلى مصباح) - حكمة عالمية - كانت حلقة الزميل داود الشريان في برنامجه الثامنة يوم السبت الماضي إنسانية جداً فقد أعطى المجال لفتاة سعودية أن تعرض معاناتها. قصة «مريم» تجسد معنى الظلم في أبشع صوره ومعنى ضياع الحقوق في فوضى القوانين. ولدت الفتاة لأب سعودي وأم هندية لكن الأب لم يعترف بها وأعطاها لرجل سوداني «آدم» ووعده أن يتزوجها عندما تكبر. آدم الذي بينه وبين الرضيعة أكثر من ثلاثة عقود أعطى الرضيعة لامرأة من تشاد لتربيها، ومن رحمة الله أن المرأة طيبة فاعتنت ب«مريم»ولفقرها كانت تبيع الملابس لتستطيع تربية الصغيرة. وعندما وافت المنية المرأة اعترفت ل«مريم» أنها ليست أمها الحقيقية وأن آدم يعرف الحقيقة. وبدأت معاناة الفتاة التي حتى بعد أن اتصلت هاتفياً بوالدها الحقيقي وأخيها لم تجد منهما إنصافاً!! وحتى حين قبلت أن تتزوج آدم فقط لتذهب إلى المحكمة لعل القاضي ينصفها لم يفعل القاضي شيئاً سوى تحويلها إلى قسم الشرطة حيث أودعت سجن بريمان دون جريمة وبقيت فيه عشرين يوماً. هذه ليست قصة خيالية بل هذا واقع لأكثر من فتاة يتخلى عنها الأهل ولا توجد قوانين تحميها من الظلم وتنصفها. «مريم» رغم دموعها لم تكن فتاة ضعيفة بل كانت مؤمنة بحقها وتسعى للحصول عليه، صحيح أن برنامج الثامنة أعطاها فرصة الحديث عن معاناتها لكن السؤال من سيتابع «مريم» حتى تحصل على حقها كمواطنة سعودية بلا هوية؟ والسؤال الآخر: من سيعاقب كل من ظلم «مريم» بدءاً بأخيها بعد أن توفي والدها، ومروراً بآدم المبتز لها وانتهاءً بقاضي المحكمة وقسم الشرطة وإدارة السجن التي حبستها ظلما؟ الظلم كما يقول رسولنا الكريم ظلمات يوم القيامة لكن بعض الناس عن هذه الحقيقة غافلون.