فجأة اهتزت الكاميرا وتداخلت الصورة ثم اختفت حين أشار الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى شاب في الظل سائلاً إياه بهدوء: تسجل أنت؟ كان اللقاء خاصاً مع مجموعة من شباب الأعمال إلا أن المهم أن الدقائق الثلاث التي انتشرت هي، عملياً، حوار تليفزيوني نادر مع الأمير سلمان بعيداً عن الشكل البروتوكولي ومغايراً للتصوير الرسمي ويزيده قيمة أن ظهوره هو مفاجأة غير تقليدية وغير مألوفة في الخطاب الرسمي. الشاب الذي صور لم يكن متلصصاً والمؤكد أنه لم يكن يظن أن في ذلك كسراً للأعراف لأن أحداً لم يمنعه من إدخال جواله حتى إنه لم يوقف التصوير أثناء مكالمة خاصة لولي العهد. الأغلب أنه لم يكن يصور بطريقة سرية استناداً إلى جودة الصورة وثباتها وأنه غير بعيد عن الأمير سلمان قياساً إلى وضوح الصوت ولولا انتباه الأمير سلمان إليه فجأة لجاء اللقاء كاملاً خصوصاً أن لا تسجيل فيديو غيره حتى عبر القنوات الرسمية أو مكتب الأمير. لم يتسرب الفيديو فالمصور معروف وكان بالإمكان مصادرته أو على الأقل منع بثه. ويبدو أن الأمير سلمان ترك للشاب حرية التصرف ولعل هذا سبب ظهوره مسجلاً وهي سابقة مهمة وذات دلالات إيجابية. كان الأمير سلمان يتحدث مع الشباب بتلقائية ودون رسميات ولعل كثيراً من المواطنين تعرفوا إلى الأمير سلمان عن قرب أكثر مما عرفوه في النشاطات الرسمية خصوصاً أنه مقل إلى حد الندرة في اللقاءات التليفزيونية. سيبقى هذا اللقاء الأكثر دلالة على شخصية الأمير سلمان.