ما الذي يحدث في أروقة وباحات جامعة الأميرة نورة وحول أسوارها ؟ من الواضح أن ما يحدث ما هو إلا نتيجة فكر مروع لو استطاع أصحابه أن يقولوا: إن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان متساهلاً بشأن المرأة واقترابها من الرجل. لقالوا(والعياذ بالله) ولو كان بيدهم أن يعترضوا على الخالق جل وعلا لأنه خلق الناس من جنسين مختلفين لفعلوا !! كل ذلك لأن بعض الأساتذة دخلوا على الطالبات ليعلموهم بعض العلوم !!وكأن أولئك لم يقرأوا سيرة رسول الله وأزواجه وصحابته وتابعيه عندما حكت لنا سيرهم كيف كانوا يعملون ويتعلمون مع النساء ومنهم في المساجد وخارجها، ولم يسمعوا برواة الأحاديث من النساء ولم يقرأوا روايات تشير إلى اختلاط النساء بالرجال على موائد الطعام ومناسبات أخرى، فتلك أم الشريك امرأة من الأنصار غنية ومنفقه في سبيل الله كان ينزل عليها الضيفان. ولكم أن تتخيلوا كيف يكون التعامل مع الضيوف عندما يحلون بدار أحدهم قديماً في عصر صدر الإسلام أو حديثاً في عهد أجدادنا. ألم يمر عليهم في قراءاتهم –إن كانوا يقرأون- عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام وهي زوجة عبادة بن الصامت فتطعمه فدخل يوماً فأطعمته فنام. لا تقولوا إنه رسول الله أما هم بيننا فذئاب تلبس الثياب!! فقد قال عليه الصلاة والسلام (ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ) ومثل تلك الروايات كثير وكثير في كتب الصحاح وغيرها من السير لرسول الله وصحابته تنبىء أن المجتمع لم ولن يكون مقسوماً إلى قسمين أحدهما للرجال والآخر للنساء كما يريد بعضنا اليوم!! فمن تركز في أذهانهم أن الحياة حينها لن تكون إلا افتراس واغتصاب من الرجال ضد النساء في كل مكان وزمان. منذأكثر من 35 عاماً وكليات الطب في الدمام والرياض وجدة تخرج لنا جماعات من أبرز الطبيبات والأطباء ممن تعلموا معاً وعملوا ومازالوا يعملون معاً فما الذي استجد في جامعة نورة في كلية الصيدلة حتى حدث ما حدث من لغط مفتعل بل وكأنه خطط له من بعضهم ممن يتنزهون عما فعله محمد عليه السلام وصحبه الكرام!! ما الذي حدث حتى نصل إلى مرحلة القول كما قال الشاعر الجاهلي: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم. وتدق طبول الحرب الكلامية التي يوجه فيه أبناء الإسلام لبعضهم أبشع التهم تبدأ من التكفير وتنتهي بالغرائز التي تعشش في أدمغة بعضهم فكأن الحياة لا تدور إلا حولها وكل نقاش لا يرمي إلا إليها ولهذا راحوا يروجون الإشاعات بأسماء بعضهن حتى يؤكدن لضعاف التمييز أن الأمر جلل وجد وخطير وكأن جامعة نورة صارت فجأة في دولة لم تعرف الإسلام يوماً ولا توجيهاته السمحه التي ترتقي بالأخلاق بالمشاركة لا بالعزل. صارت التهم تلقى جزافاً وكأن الدين الإسلامي الذي قامت عليه هذه الأرض صار غريباً لا يعرفه إلا ثلة من المتطرفين فكريا الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فإذا قلت لأحدهم فكر قليلاً قال لك هل تتهمني بالكفر؟!!! إن ما يحدث يثير الرعب في النفوس السوية المعتدلة التي تدرك بأن الإنسان يخطىء ويصيب وأن الدين جاء ليقوم الخطأ ولم يأت ليجتثه بالقوة والترويع. [email protected] @amalaltoaimi