منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمعها ونكررها حتى حفظناها والغريب أننا نعي ما تعني. وإن لم تخنّي الذاكرة فقد كتبنا موضوعين أو ثلاثة في مادة التعبير عن ذات الموضوع، وأكاد أجزم أن كل طالب سعودي كتب ذات يوم صفحة أو أكثر عن ذلك الموضوع. فأين النظافة من واقعنا. شوارعنا ليست نظيفة. متنزهاتنا تملؤها النفايات. حتى بيوت الله لم تسلم من الأذى. أما دورات المياه فتستحق المركز الأول عالميا بالقذارة بما في ذلك دورات مياه المساجد. ترى لماذا يحدث هذا وأين حكمتنا التي نرددها؟ لئن صدقت الحكمة فواقعنا مؤشر على ضعف الإيمان. في المقابل ترى العالم الغربي نظيفا في كل شيء، شوارعه متنزهاته وميادينه. بل إن اليابان تعد من أكثر الدول نظافة في العالم. إذا لابد من التطبيق العملي لهذه الحكمة. فبينما يمكن اعتبار النظافة ظاهرة إيجابية يفترض أن يكون لجميع المجتمعات نصيب منها إلا أنه يفترض بالمؤمنين جماعات وأفرادا أن يترجموها واقعاً في كل شيء. أليس الله جميل يحب الجمال؟ أليست إماطة الأذى عن الطريق صدقة؟ هل نعيشها واقعا ملموسا في شوارعنا وساحاتنا ومتنزهاتنا وكل مسالكنا؟ نعم في حالة واحدة: أن ننظف سلوكنا قبل مسالكنا.