هل نقول إن الإحصائية التي أوردها المدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ديك كاستولو بأن النمو الأسرع لمستخدمي "تويتر" في العالم يحدث في السعودية، بنسبة 3000% خلال شهر واحد؟ وهل تعبر عن التغير السريع في توجهات الرأي وفي مصادر المعلومات التي يسلكها المواطنون؟ هل نقول بعد نشر هذه الإحصائية بأن عصر الإعلام التقليدي أزف على الرحيل؟ وأن الإعلانات التجارية والتي تشكل نسبة تزيد على 75% في بعض وسائل الإعلام يمكن أن تتحول إلى الإعلام الجديد في أي وقت! وهل نقول إن أي مسؤول في القطاع العام يريد أن يعرف رأي المستفيدين من خدمات جهازه – إن جهل – التواجد شخصياً أو من خلال حساب للجهاز عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر وإطلاعه المباشر على مقترحات المستفيدين وآمالهم وتطلعاتهم وملاحظاتهم! إن عصر الإعلام الجديد يحتم بما لا يدع مجالاً للشك التفكير بجدية بأننا أمام تغيرات سريعة في ذهنية المواطن وبأن مواقع التواصل الاجتماعي ستساهم في تخلص الإعلام التقليدي من ثقافة التلميع والمطولات والأخبار الصحفية التي تميل إلى الأسلوب المنمق الخالي من المضمون وستقوده إلى التفاعل مع الرأي العام ومع احتياجات التنمية والمواطن. إنه إعلام يتواصل فيه المجتمع مع المجتمع. ماذا عن موقع اليوتيوب ؟ تشير الإحصاءات أن السعوديين أكثر شعوب العالم متابعة للموقع بمعدل 90 مليون مشاهدة يومياً، وعندما ندقق في بعض البرامج الكوميدية التي يبثها شباب سعوديون مبدعون لفترات قصيرة تصل لعشر دقائق يتضح أن عدد المشاهدة يصل إلى أكثر من مليوني مشاهدة للمقطع الواحد، والأكثر من ذلك سهولة الاستخدام حيث 50% من مستخدمي الهواتف الذكية في المملكة يتصفحون مقاطع اليوتيوب من خلال هواتفهم وهو ما يعني إمكانية زيادة عدد متابعي الموقع مستقبلاً بنسبة الضعف من خلال الهواتف الذكية!. إن المستقبل لا يشير إلى أننا أمام تحولات عظام في وعي المواطن، ومثل هذه التحولات يصنعها الإعلام الأفقي – إن صح التعبير – عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومثل هذا الإعلام عالي التأثير من الأفضل أن تستفيد منه مؤسسات القطاع العام كافة لاسيما تلك المسؤولة عن تطوير وعي المواطن في مختلف المجالات لا سيما المؤسسات الثقافية والجامعات ومؤسسات التعليم العام وكذلك الجهات المسؤولة عن الشؤون الاجتماعية بمفهومها الشامل والخدمات البلدية والمرور وغيرها للتعرف على معانات المواطنين وكذلك للمساهمة في صناعة أمة متقدمة والتخلص من المعوقات والنفقات التي لعب انخفاض الوعي الناجم عن بعض السلوكيات دوراً في إهدارها. بعد كل ما ذكر هل لا نزل نقول إن على وزارة الثقافة والإعلام إعداد ورش عمل متخصصة لمسؤولي إدارات العلاقات العامة والإعلام لرفع الوعي بآلية الاستفادة من مثل هذه القنوات عالية التأثير؟ وهل لا نزل نقول إن على القطاع العام تأسيس إدارات متخصصة للإعلام الجديد تأخذ هذه المتغيرات بعين الاعتبار لتحقيق تطلعات المواطنين؟ بيدهم القرار.