أحد الفيديوهات المنتجة حديثاً على اليوتيوب يقدم إحصائية دقيقة عن واقع الإعلام الرقمي (الإعلام الجديد). http://www.youtube.com/watch?v=91TGIwIhUKc ويذكر الفيديو مصادر هذه الإحصائيات، من جهات وأفراد ومواقع، ما يؤكد صحة المعلومات.. الرسالة التي يقدّمها الفيديو هي دعم الإعلام الجديد نظراً للتحوّل الحاصل من هجرة المستخدمين (القراء) لوسائل الإعلام التقليدية إلى مواقع التواصل الاجتماعي. المتابع لهذه المواقع وللإحصائيات التي يتم نشرها بين فترة وأخرى، ولمواقع النشر الإلكتروني، يعرف تماماً أن هناك تراجعاً كبيراً في المتابعة لوسائل الإعلام التقليدية. المشكلة الوحيدة أن طلب الدعم لتبني تطوير الإعلام الجديد، وليس الاعتماد عليه، ينطوي على مخاطرة كبيرة، وهنا أعني رسالة الفيديو الخاصة التي فيما يبدو أنتجتها إحدى المؤسسات الإعلامية التجارية. هذه المخاطرة تكمن في أنها تطلب الدعم من المؤسسات الرسمية المعنية بالنشر الإلكتروني. الحرية التي توفرها وسائل الإعلام الجديد ولأنها صوت (شعبي) حسبما يشير المقطع المرئي المليء بالإحصائيات الدقيقة، ولأن الحرية مثلما يقول الشاب في وسط الشاشة أحد أهم ميزات هذا النوع من الإعلام، كان من المفترض ألا تعوّل الرسالة على المؤسسات الرسمية في دعم أو تبني صياغة مفهوم وأساليب ورسائل ومحتوى الإعلام الجديد. صحيح أنه لم يتم تحديد نوع وماهية هذه المؤسسات التي تطلب الرسالة منها دعم هذا المشروع، لكننا نعرف جميعاً أن مؤسسات المجتمع المدني لا وجود لها، وبالتالي فإن المؤسسات الوحيدة الموجودة هي مؤسسات رسمية. وكلنا يعرف أن تدخّل أي مؤسسة حكومية في دعم المشروع سيضع كافة التفاصيل تحت مظلة هذا الدعم . الإعلام الجديد هو صوت الناس، صوت المواطن ورسالته، ويكابر من يقلل من تأثير هذا الصوت على المرحلة الحالية سياسياً واقتصادياً وثقافياً . الكوميديا الاجتماعية أخذت شكلا جديداً، الإنتاج السينمائي، المشاهد، المقاطع، الصور، العبارات، كل ذلك تخلّص من عقدة الرقيب. الناس صاروا يعرفون مسئولياتهم ويعرفون كيف يشاركون ويعبرون عن رأيهم. هذه الميزات لا يجب أن نروّج لأي ضرورات من أجل أن تقف مؤسسة أو سلطة لكي تفرض شروطها وأحكامها وإلا فإن الميزة التي يتمتع بها مستخدم الإعلام الجديد ستتبخّر بأول قرار لأقرب مؤسسة. تطوير استخدامنا ومشاركتنا لن يتوقف لأننا لم نجد دعماً، بل سيحدث العكس أن نتوقف حين يتم توفير الدعم. التطوير الذي تحتاجه وسائل الإعلام الجديد وأفكاره هو أبسط من أن يتم المطالبة بتوفيره. كل الأفكار قابلة للتحقق، والشواهد في الوسائل التي يتم إنتاجها يومياً ويصل عدد المتصفحين لها إلى مئات الآلاف شاهد على أن الاعتماد على مؤسسة رسمية يعني أن استخدامنا وتفاعلنا سيكون وفق حسابات المؤسسة. لم يعد الإنتاج في الإعلام الجديد يحمل أعباء التكلفة التي كان ولا يزال يتحمّلها الإعلام التقليدي، لكن الأفكار قابلة للتحقيق، والمشاركة تشكّل فرقاً كبيراً لصالح المنتج الجديد ووسائله، يبقى فقط علينا أن نشجّع استقلالية الأفكار وبلورتها لكي تكون فاعلة وواعية لأهميتها. [email protected]