حينما تشاهد ناصر القصبي يحك ذقنه كثيراً، أو يفرك يديه كثيراً، اعرف أنه متوتر، وفي حالة انعدام وزن، وعندما يدخل مسرح «أراب جوت تالنت» يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، كأن قدميه تقولان ما الذي أتى بي إلى هنا؟عرفت الصديق ناصر القصبي فناناً من الوزن الثقيل، لا يورط نفسه في مشروعات فنية غير مدروسة، رفض ناصر طوال مشواره الفني كل العروض الفنية الخليجية والعربية كي لا يصبح «أراجوزا» يبحث عن انتشار لا معنى له أو مشاركة تأتي بسبب جنسيته فتحشر مشاركته في دور لا طعم ولا رائحة له. لهذا انتشر ولهذا كبر ولهذا أصبح نجم النجوم.ناصر بكل أسف قدم نفسه لقمة سائغة لنسخة مشوهة من برنامج مسابقات عالمي، حيث العالم الحقيقي يعج بالمواهب لانتشار المسارح والنوادي والمدارس الفنية، بينما في العالم العربي المواهب شحيحة، فانشغل الجمهور بلجنة التحكيم ومشاغباتها المفتعلة الغبية لإشعال التصويت الذي يدر دخلاً هائلاً على القناة التلفزيونية.كل ما يقوله ناصر في هذا البرنامج: «رائع»، «جميل»، «أنت أعجبتني»! ثم افتعال ضحكات غير مبررة. من الخطأ أن يتحول برنامج لاكتشاف المواهب إلى برنامج كوميدي لإضحاك الناس، هذه البرامج في العالم المتحضر يعول عليها كثيراً لاكتشاف النجوم. كان من الأجدى على ناصر القصبي بعد توقف «طاش ما طاش» أن يبحث له عن عمل فني آخر سواء وحده أو بمشاركة آخرين، وهو الذي لهث وراء النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا بمشاركة يبدو أنها لن ترى النور لأسباب غير معروفة وإن كان صراع النجوم هو أكبر مسبب لهذا التأخير، وإذا صحت الأخبار المنشورة عن تقديم ناصر لعمل فني مع طارق العلي فهذا أفضل حل لإنقاذ ناصر من مأزق «أراب دونت هاف تالنت» أو «العرب لا يملكون مواهب»!