بعد لقاء عبدالله السدحان وناصر القصبي مع داود الشريان في برنامج واجه الصحافة على قناة العربية في سبتمبر الماضي، وضح جلياً مدى الاختلاف الفكري بين القصبي والسدحان في ما يقدمانه بعد مرور اكثر من عشرين عاما على ارتباطهم التمثيلي الشهير، وهذا الامر طبيعي وكان متوقعا منذ فترة، ولكن ارتباطهم بمؤسسة انتاج مشتركة وتحت الشراكة والمردود المالي ساهم هذا الأمر باستمرارهم، رغم التذبذب الكبير فيما يقدمانه مؤخراً، وخصوصا عندما حاولا الخروج من عباءة طاش وفشلا بشكل واضح. بوادر التغيير ظهرت عندما استقل اولا السدحان بمسلسل يقدمه بمفرده وهو "طالع نازل" على قناة دبي بديلا لمسلسل "غشمشم" لفهد الحيان، الذي استقل سابقا بمفرده بعد ان كان يدور في حلقة طاش، فكان السدحان البديل للحيان الذي استفاد كثيرا من وجوده في دبي الفضائية، ومجرد استقلالية السدحان من وجهة نظري تعتبر مخاطرة نظرا لان عبدالله السدحان قد لا يستطيع ان يتحمل نجاح عمل بمفرده دون وجود ناصر القصبي، لان الاخير انتشل طاش كثيرا حتى وهو يكرر رتم الشخصيات التي اعتدنا ان نشاهده فيها، ولكن الموهبة المتطورة عند القصبي مع الخبرة ساهمت كثيرا في حفظ ماء الوجه لطاش، ولكن آفاق القصبي وموهبته اكبر من الدوران في حلقة مفرغة ومن الممكن ان تكون محاولتهم تقديم طاش هذا العام نوع من الانتحار بكل ما تعنيه هذه الكلمة. ما جعلني اتناول علاقة السدحان والقصبي هو ما اشاهده حاليا من خلال مشاركة القصبي في برنامج (عرب غوت تالنت 2) وانا هنا لن استبق العاطفة كالبعض في البحث عن الاوصاف والكلمات لكي نظهر ان القصبي قدم بهذه المشاركة امرا خارج عن المألوف، فصحيح ان خفة دم ناصر وتفاعله العفوي مع البرنامج كانت سمه واضحة خصوصا مع ثقل دم علي جابر، ودلع نجوى كرم، ولكن هل كل هذا ما ننتظره من القصبي اذا علمنا ان امر الاختيار مرتب مسبقا للمشاركين ولكن الدور على اللجنة كيفية التقليد المتقن للنسخة الامريكية من البرنامج. ناصر القصبي من خلال حلقتين بالبرنامج خرج من عباءة طاش ومن عباءة السدحان، ودخل لآفاق ارحب من النجومية والتعرف على المشاهد العربي، فيجب ان لا نضحك على انفسنا عندما نتوهم ان عموم المشاهدين العرب منبهرين أشد الانبهار بطاش ما طاش، لان محدودية هذا الاعجاب حتى لو بالغنا لا تتعدى محيطنا المحلي والخليجي، لعدة اعتبارات هامة من اهمها حاجز اللهجة وطبيعة الفكرة والتمثيل، حتى نحن في السعودية اصبح طاش غير السابق ولولا حبنا للسدحان والقصبي وتثمنينا لتاريخهم لكان الرأي حول ما قدموه مؤخرا لا يرضي مطلقا أي متابع. القصبي نجح بالإطلالة العربية خصوصا بمشاركته ببرنامج عربي هام ومع نجمة كنجوى كرم، وساهم بثوبه الجديد في اضفاء روح جديدة على البرنامج وهذا الامر ليس مستغرب على نجم ذهبي كالقصبي. ذهبت ثنائية عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج والآن نشهد غياب ثنائية السدحان والقصبي، والملفت ان نجاح انفرادية ناصر القصبي ظهرت بصورة جلية، والكل الآن بانتظار ماذا سيقدم السدحان وهل سينجح، رغم انني وبصدق متخوف عليه من هذه التجربة أو المغامرة بمعنى ادق.