تصل الغيرة بين القنوات التلفزيونية إلى حد التقليد والاستنساخ بطريقة توحي بأن "الغيرة" أحد أسباب العمى! قلدت قناة "العربية" قناة "الجزيرة" في نشرة أخبار "الثامنة" التي تشابه إلى حدٍ كبير نشرة "الجزيرة هذا المساء" في طريقة التقديم، ويأتي هذا التقليد رداً لجميل "الجزيرة" التي قلدت "العربية" في بدايتها بالشريط الإخباري. ولم يكن لنشرة أخبار الساعة "الثامنة" على "العربية" ميزة عند المشاهد سوى "ريما مكتبي" التي انتقلت إلى قناة "CNN" وغابت شمسها فنسيها المشاهد العربي، ولم تكن "ريما" ميزة للنشرة إلا لجمالها، وإلا فإن "عادل عيدان" أفضل منها أداءً وأكثر منها عملاً، فأحياناً تشاهده في نشرتين رئيسيتين في ذات اليوم، نيابة عن "مكتبي" في "الثامنة" وعن "طاهر بركة" في "آخر ساعة"! وحين لم تجد "الجزيرة" من يقلدها في "حصاد اليوم" بدأت تقلد نفسها.. فلا تحتاج إلى من يؤكد لك أن نشرة "حصاد اليوم" غنية بالأخبار والتحليلات، ولا تحتاج من يؤكد أنها "كانت" تمتاز بأسلوب بلاغي بديع تكتسي به عناوينها وتقارير بعض مراسيلها فتأسرك لمتابعة أداء مذيعيها المحترفين، لكن "حصاد" اليوم لم يعد بذات البريق بل أصبح يشبه بقية نشرات الجزيرة..! "الجزيرة" و"العربية" تراقب غيرها "غيرةً" فتنسى نفسها؛ فالجزيرة بدأت تفقد كثيراً من مراسليها ومذيعيها المميزين: فأين توفيق طه وبسام القادري وإيمان عياد وعباس ناصر وناصر الحسيني ويوسف الشريف! والعربية لا تقدر قدرات كوادرها، وأكثر الأمثلة على ذلك "عادل عيدان ومحمد الطميحي".. لكن المشاهد يدرك أن "محمد الطميحي" بدأ يجذبه إلى نشرة أخبار "الرابعة" بأداء مميز وصوتٍ رزين ونقاشٍ مفيد بعدما كانت النشرة حكرا على الجميلة "سهير القيسي". "رابعة العربية" تشعرك حين تتابعها أن مدتها تتجاوز الساعتين لثرائها وجودة إعدادها وحسن تقسيم موضوعاتها ونقاشاتها! سؤال مهم: هل تقيم قنوات بحجم "العربية والجزيرة" أداءها بعين مشاهديها؟