مؤلم حقا حين يكون هناك شخص يكتب شيئا نتيجة ارتطام ذاتي داخله ، وتشوّه عقلي ، وانحراف فكري .. تجعله يخرج من عباءة الرشد ويدخل في رداء الحمق .. لم تكن مساحات الصحف ولا الورق ولا المواقع الإلكترونية لم تكن في يوم ما أرض معركة يثار فيها نقع الضغائن وتصهل عبرها خيول الفتن ولا جبهات للإسقاطات والنيل من الأشخاص وقدرهم مهما قالوا أو فعلوا فهناك ما يحكم الأمر ويخرجه على أرض القبول والفهم والقرار .. الكذب يبدأ من هناك ولكنه قد ينتهي هنا .. تساقط المعاني والقيم ينهض من سقوط الضمير وارتفاع النفس تجاه الأنا ودفعها نحو عرض الدنيا وزينتها. ولم تكن فضاءات الشبكات الاجتماعية حلبة للخروج من وعلى الدين والدخول في جحور الفسق والزندقة ، ولم يكن تويتر هذا الجدار الالكتروني مجال لكتابة الرذيلة وطمس الفضائل ، ولم يتعلم الإنسان ما علمه الله عز وجل من القراءة والكتابة ليكتب الأوزار والخطايا على تويتر أو غيره .. ما بال أقوال وصل بهم الأمر إلى المساس بالذات الإلهية ، والنيل من ثوابت الدين ، والتطاول على رموزه وأهله وعلومه. لأن الكتبة هنا سوف يخسرون دينهم بعرض الدنيا ثم يعرفهم الناس فتبتذل صورهم بزيادة .. ويكون واقعنا الإعلامي واقعا مملوءا بالروايات والأحاجي الغريبة التي تزيد حفرا وتشويها في هذا الوسط ومسخا مريبا لصورة مجتمعنا الفاضل. لا يوجد أحد يمكن أن يكتب موضوعا هو صادق مع الله ثم مع نفسه يكون لديه لغتان تنقلب مفرداتها وتتبدل الألقاب فيها والأسماء والصفات والنعوت بمجرد نزول أمر ما أو وقوع حادث ما أو ظهور فتنة .. وما تلك المعاجم بشمال كثير منهم يفتحونها لينتقوا ما شاء و هم وما شاء أولئك ولا ينظرون إلى ما يشاء الله . الفتنة ليس لها وجه إلا المصائب والبلوى تتحرك بالكذب وتحمل البغضاء وتسير بالخديعة وتمشي بالاتهام وتقف على ناصية الشقاق في محطات التوتر والفرقة .. هنا سيتشقق المجتمع و تتمزق لحمته فالكل سيكتب على الهوى ويملأ قلمه بأحبار المصلحة والمنفعة .. والفتنة ليس لها جسد إلا الخسارة والخراب فلا تأكل ولا تشرب إلا على دفن الفضائل وإغراق الأنفس في الرذائل والعقول في الظنون والقلوب في الأهواء .. ختام القول: الروية والرؤية مطلبان مهمان لاحتواء كل طارئ اجتماعي أو إعلامي واحترام الأسماء وانتقاء الألفاظ ضرورات ملحة تجعل ردود الأفعال متزنة والتعاطي مع المفاجآت الإعلامية بطريقة واعية تحفظ حقوق الإطراف كلها .. فلا تكن حالة الكتابة هي حالة غازية تتكاثف بحسب المزاج والطلب .. لأن الكتبة هنا سوف يخسرون دينهم بعرض الدنيا ثم يعرفهم الناس فتبتذل صورهم بزيادة .. ويكون واقعنا الإعلامي واقعا مملوءا بالروايات والأحاجي الغريبة التي تزيد حفرا وتشويها في هذا الوسط ومسخا مريبا لصورة مجتمعنا الفاضل.