«سؤال يؤرقني: كيف يوفق الرجل في مجتمعنا وثقافتنا بين إعطاء المرأة حريتها دون أن يمس ذلك كرامته أو غيرته، الحديث مكثف عن حرية وتحرر المرأة ولا أجد حلولا لمخاطر هذا التحرر .. خالد» . انتهى. مع كامل تقديري لاستشكال القارئ خالد ولبريده الالكتروني، سطوره تحمل هموما جاثمة على صدور الكثير من شبابنا ممن أوغر الخطاب الثقافي السائد صدورهم على المرأة الأنثى «الكائن الإنسان، والكينونة».. لن أتناول هنا سلوكا مشينا ومرفوضا من ثلة قليلة لا يمكن أن تحاسب النساء بسبب انحرافهن ولا يمثلن السواد الأعظم من بنات مجتمعنا المحافظ. غيرت متطلبات الحياة، والحاجة الماسة للعمل أنماط واقعنا وفرضت على المرأة الخروج من المنزل ومحاولة تعويض ما فاتها بعد طول تهميش في واقع يؤمن بمن يعمل ويكدح ويكتسب الخبرات والتجارب.. فلا مكان اليوم للمرأة الاتكالية ولن يحميها اتكالها في فترة ما على أحد الرجال والدا كان أو شقيقا أو زوجا أو أبناء، لم يعد أمام النساء سوى الاعتماد على الذات والتسلح بالمهارات وبمقومات النجاح والتطلع لتحقيق ما يضيف للمرأة ومجتمعها ليصب في محصلته النهائية في ما نقدمه للوطن رجالا ونساء. عندما كانت والداتنا وجداتنا في حماية رجال «رجولتهم طاغية» مؤمنين بالقوامة من منطلقات التقدير والرعاية والحماية جلسن في المنازل، ولو خرجن لاعتبارات أسرية أو احتياج مادي كان المجتمع بتكافله قادرا على صياغة واقع مهما قسا يرى جوهر الأمور ولا يزايد عليها.. اليوم المرأة مطالبة بتقديم صك براءة من تهمة سعيها للتحرر وتأثرها بالتغريب لأنها تطالب باستحقاقات عادية، تعليم يرتقي بها، ووظيفة تقيها العوز وزوج يشاركها الحياة ولا يتجبر عليها.. يخاف من المرأة من يسمون رغبتها في تحقيق الاكتفاء المادي لها ولأسرتها نزعة للتحرر والتغريب ومن أبراجهم العاجية يتحدثون عن مخاوفهم هم من وعيها وحس المسؤولية المتنامي لديها.. الرجل الجواد الكريم الواثق في نفسه غيرته محمودة وكرامته محفوظة يقوم بواجباته ولا يخشى مشاركة المرأة معه في الشأن العام وتقاسم تكاليف الحياة لأنه يدرك أنها شريك أساسي ومصدر سعادة ودعم.