قال فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك (الداعية المعروف) إن الاختلاط المتكرر يمهّد لحصول الخلوة بأبشع وأشنع صورها، مشيرا إلى أن تهيئة الأجواء المختلطة وتطبيع الناس عليها يؤدي إلى تنشئة أجيال المسلمين على إذابة الحساسية والكلفة بين الطرفين يعين ويمهّد لحصول الخلوة المحرمة . وتعجب البريك ممن يحتجون بأن الفصل يؤجج الشهوة، مستنكرا محاولات تبرير الدعوة إلى الاختلاط بالخوف من الوقوع في الشذوذ، واصفا هذا الرأي بأنه من أظهر الباطل فالدول الغربية التي لا تعرف المنع من الاختلاط ينتشر فيها الشذوذ إلى درجة باتت تهدد نظام الحياة الاجتماعية من أساسه ، فالرجل يكتفي بالرجل والمرأة تكتفي بالمرأة ولا تناسل ولا ذرية بل سير بطيء نحو الفناء المحتوم . ورأى الشيخ سعد البريك أن الواقعية تقول أن الاختلاط والتعري لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية وترويضها بل انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ولا يهدأ ، فضلاً عن الأمراض النفسية التي تنشأ عن الصداقات بين الجنسين وعن مشاهدة الأجساد العارية والحركات المثيرة والنظرات الجاهرة واللفتات الموقظة. وردا على من يقول أن لفظ الاختلاط لفظ محدث لم تعرفه كتب الفقه ، قال الدكتور البريك ولئن كانت كلمة الاختلاط حادثة كما يزعم البعض إلا أنها حكم يستنبط من نصوص الشريعة . كقوله تعالى { وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعَاً فَسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ } وأضف: فدلالة الآية الكريمة تشير إلى أن وجوب احتجاب النساء عن الرجال، وأن يكون الخطاب معهن من وراء حجاب يحجز بين المرأة والرجل وهذا ظاهر في تحريم الاختلاط ، قال القاضي عياض في فرض الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: " وقد كن إذا قعدن للناس جلسن من وراء الحجاب، وإذا خرجن حجبن وسترن أشخاصهن، كما جاء في حديث حفصة يوم وفاة عمر، ولما توفيت زينب رضي الله عنها، جعلوا لها قبة فوق نعشها تستر شخصها".