للأسف أن مفهوم المرأة العصرية لدى البعض من النساء في مجتمعنا يبدأ من استخدام النماذج الغربية وصور التغريب وعادات التحرر وقوانين الموضة القادمة من هناك .. وحين يكون هناك معرض للمرأة العصرية بمقاييس لا تمثل في حقيقتها المرأة العصرية بمقاييس مجتمعنا وخصوصيتنا بل أن المعايير المطبقة لاتمت لمفهوم المرأة الإنسانة حقيقة فالعصرية المزعومة هنا تتطلب من أن تنسلخ بعض نسائنا من القيم الدينية والعادات النقية في كثير من المشاهد الاجتماعية الضوئية .. تلك المعارض وثقافتها أمر مهم لكن من الأجدر أن تصرف و توجه إلى ما ينفع المرأة حقا في حياتها العملية والأسرية وأن تكون المعارض فيما يوعي ويرشد نساءنا إلى الحياة الطيبة الخالية من الفتنة والتبرج والتبذير ويساعدها على صنع جوهرها أكثر من مظهرهاالخبر أتى من جدة فصناعة الأزياء والموضة تمخض عن فكرة معرض مصمم بتصاميم خاصة امتزج فيها اللون والخطوط مع نوعية العروض حرص فيها جهابذة الإبداع في ان يعكس نواحي التألق والتميز واللمسات السحرية .. و ما أدراك ما تلك العروض ؟ فهي عروض للأزياء ضمن فعاليات معرض المرأة العصرية الذي تنظمه إحدى المؤسسات ويشهد لأول مرة عروضا لمصممات و(عارضات) ازياء سعوديات (ياحظنا) وتقديم إبداعات في المصنوعات الجلدية والأحذية .. وتذكر المسئولة في اللجنة المنظمة ( بزهو ونشوة ) ان حجم صناعة الأزياء في بلادنا وبعض دول الخليج بلغ 12 مليار دولار (بالدولار) في السنة ( ويافرحتنا بذلك وهذا الرقم يمثل ميزانية عدد من الدول العربية الصغيرة ) أردفت المسئولة أن المملكة تحتل مركزا متقدما ( ويافخرنا ) وأن السعوديين أكثر إنفاقا على الأزياء مقارنة بجنسيات أخرى حيث يوجه السعودي 10% من إنفاقه على الأزياء والأحذية .. ويافرحتنا فنحن أكثر من فرنسا بلاد الموضة ومن أمريكا مجتمعتين. وتأملوا المعضلة الكبرى حين تتجه عقلية بعض النساء إلى أن مصطلح المرأة العصرية لابد من ارتباطه بثقافة المعارض والعرض فيما يخص صناعة الأزياء والتجميل حيث تم تشجيع المرأة السعودية على ثقافة المعرض من خلال شكل جديد وهو عروض للأزياء من خلال عناصر نسائية سعودية .. فمزيد من الإثارة مزيد من الانفاق .. كل ذلك يثير زيادة في الإسراف على تلك الصناعة التي تبالغ فيها نساؤنا بشكل مزعج .. فالارقام ضخمة جدا تفوق التصور .. فالازياء والتجميل لاتستحق الإنفاق عليها بهذا الشكل الباذخ. ختام القول: تلك المعارض وثقافتها أمر مهم لكن من الأجدر ان تصرف و توجه إلى ماينفع المرأة حقا في حياتها العملية والأسرية وأن تكون المعارض فيما يوعي ويرشد نساءنا إلى الحياة الطيبة الخالية من الفتنة والتبرج والتبذير ويساعدها على صنع جوهرها أكثر من مظهرها.. وودت أن تكون هناك عروض وندوات إرشادية للنساء في موضوعات مفصلية..وان يكون مفهوم التطور الحضاري والثقافي فيما يخص المرأة السعودية هو بمشاركتها النمو الاقتصادي و التنميةالاجتماعية من خلال تكريس مفاهيم وأطروحات حقيقية تهم المرأة كقيادة البيت كزوجة،وربة،وكامرأة عاملة نافعة،وعبر تعزيز مفاهيم التدبير المنزلي ، والأمومة ، والتوفير ،وشئون الأسرة.. هنا لن تطغى صناعة الشكل على صناعة الذات.