تتفاوت معارض الكتب في شتى أنحاء العالم من حيث أساليب العرض والتنظيم وسهولة الاطلاع و الاقتناء والحركة للزائرين والعارضين على حد سواء فضلا عن التنوّع نوعاً وكما واختيارا للجديد الذي يغري روّاد أي معرض كتاب . ومنذ بدأ معرض الرياض للكتاب أخذت وزارة الثقافة والإعلام على عاتقها تقديم مخرج مختلف يعيد إلى الكتاب مكانته في الوطن وهو جدير بها ونحن الجديرون بما يليق به وبنا.. وأستطيع القول: بأن الوزارة تتدارك في كل عام بعض السلبيات التي تظهر في كل معرض سابق وتعيد التقييم والتعديل بما يثري هذه التظاهرة الثقافية الجميلة..وللحقيقة فإن ما نشاهده من إقبال على المعرض واطلاع واقتناء للكتب وتردد على الفعاليات المصاحبة له ليؤكد أننا مازلنا بخير رغم منافسة الكتاب الالكتروني وشبكات التواصل التى لم تترك للناس مساحة وقت غير مشغول .. أما إختيار ( السويد ) ضيف شرف للمعرض فهو ضربة معلم ورمية رام محترف لما تشكّله السويد من ثقل ثقافي و يكفيها شرفاً دعمها ومبادرتها بجائزة نوبل .. ولقد كانت كلمة معالى السيدة ( أنيكا ريمبى )مديرة المعهد السويدي ضافية هادفة في تمازج الحضارات وعناية دولة السويد بالكتاب والثقافة والاحتفاء بهما وكانت ترجمة الكلمة خلال إلقائها كتابة على الشاشة خطوة موفقة .، غير أنه كان جديراً بالمنظمين ترجمة كلمة معالي وزير الثقافة والإعلام في المقابل إلى الانجليزية وكذلك بعض الفقرات التى تعنى بالتكريم والبرنامج حتى يثري ما عرضته الوزارة الضيوف من السويد ..والتحية والتقدير لدور الجهات الأمنية التى كانت حاضرة فاعلة ليحقق هذا التجمّع الثقافي أهدافه دون تعكيرفنحن بلد القرآن واقرأ وسوق عكاظ ولابد أن نكون روّادا فى المشهد الثقافي العالمي.. وأما جانب التكريم للمؤلفين فهو قيمة مضافة من الوزارة الى رصيد الثقافة في الوطن لأننا في حاجة إلى مزيد من الوفاء والتقدير لرّوادنا وهم كثر ..وأخشى ما أخشاه أن لا ندرك تكريمهم إلا بعد وفاتهم .. ولذلك اقترحت من قبل وأعيد الطرح من جديد لرفع عدد الكتب التى تكرّم في مجال اللغة والأدب لأن بين ظهرانينا من يستحقون التكريم وقد بلغوا من العمر عتيّا ، وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر أستاذنا الشاعر الكبير المبدع محمد إسماعيل جوهري الذي قدم وما يزال شعراً رصينا قوياً ..وقدّم بحوثاً منها النوته الشعرية التى تعّد مبادرة أثرت المكتبة العربية فقد عرضت أوزان الشعر في سلاسة ويسر ومتعة جعلتها قريبة إلى الفهم والإدراك ..ولاغنى لشاعر عنه على عكس ميزان الذهب وغيره من كتب العروض . .وكذلك «قال الفتى» ,فضلا عن مجموعته الشعرية الاولى والأخرى..فهو عالم لغوي مبرّز. وإن دعم الوزارة ليس للمؤلف و الباحث أو الشاعر فحسب بل حتى للناشر لهو حافز كبير وداعم لسوق الكتاب والنشر.. فمن يدرك حجم معاناة الناشرين وتكاليفهم يستطيع استيعاب المغزى من دعم الوزارة للناشر بجائزة إضافية غير جائزة المؤلف .. وسوف يرفع مثل هذا التكريم من مستوى الكتاب والمادة في الوطن دون شك حتى نتخطى مرحلة طباعة ما لا يليق أو يقال خرقاً للمألوف وحباً في الانتشار والشهرة.. وأخيراً أشفق على وزارة الثقافة والإعلام لأن الكثير مما يبذل من جهد .. يشوبه بعض الاخفاق من قبل بعض العاملين وخاصة في الأمور الشكلية خلال تنظيم الفعاليات و لا بد من جهاز علاقات عامة متخصص يليق بهذه الوزارة الفتية وما تضطلع به من مسؤوليات ويحقق أهدافها ..وسوف يحقق ذلك الجهاز التنسيق المطلوب ويقوم بأدواره في مجال الإستقبال وخدمة الضيوف وتلبية إحتياجاتهم والعناية بمهارات البروتوكول والإتيكيت في تنظيم الاحتفالات . دوحة الشعر: ولم أر في عيوب الناس عيبا & كنقص القادرين على التمام