عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف - اليوم السعودية على أن مفردة (تويت) التي تعني يغرد لا تمثل أبدا معنى الكتابة فهي فعل لصوت الطائر.. (تويتر)في رأيي لا يفسد للود قضية حيث إنه مكان يمكن ان يقدّم لكل عاقل واعٍ الكثير من المنفعة كما يمكن ان يكون متنفسا لتبادل الرأي الجميل والجدل الصالح والمعلومة الطيبة، ويمكن ان يكون منطلقا لإشاعة الحب وتحسين الصور المشوّهة.. ولكنه قد يعكِّر كثيرا من المعرفة والإدراك والحس..فهو أصبح ساحة للخربشة ، ومساحة لتفريغ كثير من الأفكار والآراء على جدرانه الالكترونية ، وطرح كثير من الخواطر والثرثرات على بساطه المتحرك .. ولاشك أن تويتر ومثله أصبح حديث شارع وتعلّق به الكثير فأصبح البعض في حالة إدمان .. بين الوعي وعدمه ، والفهم وألمه ، والظن وسهمه. تويتر هو في حقيقته ورطة نفسية تشق على بعض الأنفس في استيعاب ما يحتوي من مضامين مختلفة ، ومحتويات متنوعة ، ومتون متعددة .. قلبت كثيرا من العقول ، و عقلت كثيرا من القلوب .. ونحن كمجتمع يموج في عشق الطفرات وركوب الموجات بأنواعها كان الزحام على تلك الشبكة الاجتماعية فتداخل فيها الكبير والصغير ، والغني والفقير ، والبعيد والقريب ، والمتعلم و العالم وغيرهم ،فكان حراك في عشوائية الترتيب ، وبترتيب العشوائية .. اتسم هذا الحراك بفوضى الحواس ، وإحساس الفوضى .. هنا يكمن تويتر خلف التشتت وأمام الانبهار، فكان كثير ممن فيه هم مُتوَتِرُون(من التوتر) وليسوا متويترين. كم تغريدة قد تأتي على صاحبها بالويل والثبور في الدنيا والآخرة، لذا كمسلمين مسئولين كان من الواجب أن يكون سبب ثواب لا عقاب ،وكتابة ما يرضي لا مايخزي، وما يسترلا ما يعرّي، وما يطيب لا مايعيب ، و تقديم النباهة على البلاهة ، والسماحة على الوقاحة ، والمنفعة على المضيعة . على قيمة تلك الساحة التي سمحت للكثير بالكتابة عن مشاعرهم وحظوظهم وأفكارهم إلا أن المحتوى في تويتر أصبح في كثير منه مقلِق للغاية، فكم من آيات قرآنية بترت وكتبت بالخطأ ،وكم من الأحاديث المنكرة أو الموضوعة أو المشوهة نُقلت ، وكم عبارات فارغة دوٍّنت .. وكم كلمات وضعت فيه تحس أنها قالت لصاحبها دعني لا تغرد بل لا تغرر بي .. قضايا مهمشة ، وأطروحات خارج الواقع ، وإشاعات مغلوطة ، وجهل منشور ، وتكرار لمرار، وسخرية منثورة. ختام القول:هكذا بدأ تويتر يجعلنا نعيش في عالم افتراضي رقمي بين تابع ومتبوع ، وعدد ومعدود يدفع بعقولنا نحو اللافهم فنكتفي بمعرفة محدودة ، فتتسطّح فيه بعض الردود والتعليقات والأطروحات فتسقط بعض قيمنا الفكرية وقناعاتنا الشخصية بسبب هذا اللوث الطارئ ، وتلك التخمة الطاغية من تجاذبات الكلام وتعقيبات الأحاديث التي تضع البعض في طاقات انفعالية مملوءة بردّات فعل سريعة ، تقذف بأفكارنا بلا حساب ، وتعطّل تفكير البعض حين يكون تابعا .. التغريد يغشى دواخل البعض فكان اختلاط السلب والإيجاب ، والحسن والرديء وكم تغريدة قد تأتي على صاحبها بالويل والثبور في الدنيا والآخرة، لذا كمسلمين مسئولين كان من الواجب أن يكون سبب ثواب لا عقاب ،وكتابة ما يرضي لا مايخزي، وما يستر لا مايعري، وما يطيب لا مايعيب ، و تقديم النباهة على البلاهة ، والسماحة على الوقاحة ، والمنفعة على المضيعة ولنكون ضمنه عباد الله إخوانا..فتوتروا ولا تتوتروا. Aziz_alyousef@