“ أسعد الله صباحكم أحبتي “ هي تغريدة اعتدت أن أغرد بها في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ؛ والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ في حياة كثير من الأشخاص في مجتمعنا العربي والإسلامي , فتجد الشخص يصبح يغرد ويمسي وهو يغرد ؛ بغض النظر عن نوع التغريد وشكله ومبتغاه. تويتر موقع أتاح الحرية للحديث عن كل شيء في هذه الحياة ؛ ولا توجد قيود أو ضوابط سوى عدد الحروف التي ينبغي أن لا تتجاوز ( 140 ) حرفا ً . فهو الضابط الوحيد الذي يحكم الفرد في صياغة عباراته وكلماته , وما عدا ذلك فلك أن تكتب ما شئت وكيف شئت ! ولنا أن نتخيل الكم الهائل الذي يغرد يومياً في شتى المجالات , والرائع حقا أن هذا الموقع أتاح الكثير من الايجابيات التي منها التعرف على فكر وكتابات الشخصيات المتعلمة والمثقفة في إطار بسيط وسهل , كما سهل على عامة الناس متابعة الأحداث المحلية والعالمية , حيث إن بعض الصحف الورقية تملك حسابا خاصا لنشر مواضيع الصحيفة يومياً , وهو ذات الأسلوب الذي تتبعه الكثير من البنوك والجامعات والجمعيات والشركات والمعاهد والعديد من القطاعات الخاصة أو الحكومية . هذا بالإضافة إلى حرص هذا الموقع على إتاحة الفرص المتعددة لتحقيق التواصل والتقارب بين الأفراد والشعوب المختلفة . ومن خلال هذه التغريدات نجد حرص الكثير من الشخصيات على بث فكرة أو موضوع ليكون موضع جدل بين المغردين من مختلف الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية والثقافية ؛ وقد يكون هدف البعض هو الحصول على أكبر عدد من المتابعين له ولا أدري حقيقةً مدى المتعة المتحققة في ذلك ! والعجيب أن تويتر استهواه الكثير من الصغار والكبار والمثقفين والجُهال ؛ فتجده عالماً مفتوحاً يحملك معه إلى حيث غرابة الأفكار منها الصالح ومنها الطالح . فتارة نجد شخصاً يغرد وفق احداث يومه فينقلك معه في كل مكان ؛ وآخر يشعرك بأن الحياة لا يوجد فيها سوى المرح والسعادة أو العكس ؛ وثالث يجند حسابه للحكم والتحليل والتطرق للأشخاص والأفكار وقد لا يكون صاحبه مؤهلاً لذلك ؛ ورابع تجده يشارك بإيجابية فيناقش ويعلم ويتعلم ويتقبل النقد , وخامس يشارك فيسب ويشتم ويتطاول من غير وجه حق . وفي حقيقة الأمر على الرغم من أنه عالم افتراضي إلا أنه كشف عن الكثير والكثير من الأمور المثيرة للجدل , هذا ولا يمكن انكار حجم الايجابيات التي من شأنها سد القليل من الخلل مثل تلك التي تصدر من الكتاب والمثقفين وأصحاب الفكر النير في هذا المجتمع . اليوم أعجبتني تغريدة للدكتور وليد فتيحي و أحببت مشاركتكم إياها فهو يقول فيها : “ ما من كاتب إلا ستبقى كتابته وإن فنيت يداه ؛ فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه “ أجدها حقاً تغريدة تستحق الوقوف ؛ فإما أن نطوع مثل هذه المواقع للعلم والمعرفة وتبادل المنفعة وإما أن نتجنبها حتى لا تكون حجة علينا في الدنيا قبل الآخرة.