إنّ أكثر ما يحتدم الجدل حول المرأة السعودية هو اختلاطها مع الرجال، ولو في السوق، ولو في المستشفى، ولو في مُلْتقى عام يؤمّه مئات الأشخاص!. تغريدة صالح الشيحي في تويتر عن المُلْتقى الثقافي الثاني هي إثبات لما أقول، إذ قام الناسُ.. لها وعليها، مؤيدين ومُعارِضين، ولم يقعدوا حتى تاريخه!. فيا تُرى: لماذا لا يحتدم الجدل - هكذا - حول قضايا المرأة الأخرى التي لم تُحلّ رغم أنها لا تقلّ أهمية عن قضية الاختلاط؟. قضايا مثل: حقوق المطلّقة، كعدم عضْلها، وعدم تعليقها، وعدم حرمانها من أطفالها، وعدم اعتبارها بأنها بعد طلاقها لا تصلح إلاّ لزواج المسيار والمسفار!. وحقوق الأرامل الفقيرات التي يعيش بعضهنّ في أربطة خيرية قديمة يكاد سقفها يخرّ على رؤوسهنّ، أو في صنادق الصفيح، ولا عائل لهنّ سوى صدقات المحسنين!. وحقوق ميراث الإناث في بعض القبائل التي يسلبها إخوتهنّ الذكور، بحكم العادات الجائرة، ولا يُبْقِين لهنّ سوى فُتات الفُتات!. وحقوق العاطلات في البيوت، لا وظيفة ولا زواج ولا شغْلة ولا مشْغلة، فيُواجهْن الخطر الأكبر، إمّا الاكتئاب أو غيره!. وحقوق مُطوّفات الحجّ، إذا توفّيْن ورث إخوتهنّ الذكور أسهمهنّ في مؤسّسات الحج، لا ذريتهنّ، بحكم أنظمة موضوعة !. وقضايا أخرى كثيييييرة!. أنا، لا يعجبني هذا الانحياز لقضية الاختلاط على حساب القضايا الأخرى، لأنه اختزال لقضايا في قضية، ومزايدة على قضية دون قضايا، والمطلوب هو حلّ كلّ قضايا المرأة، وإعادة كلّ حقوقها المسلوبة منها.. لها، المعنوية والمادية والاجتماعية، ووو، والاهتمام بها بنفس قدر حقّ تزكية ذاتها وحمايتها، وإلاّ أصبحنا مثل من يصفهم الشاعر نزار قبّاني في بعض قصائده بأنهم يمضغون الطعام جيداً، لكنّهم يلتهمون ويبلعون ما يخصّ المرأة بلا مضغ!. (تِعْرفوا)؟ حتماً سيقول البعض: إذا ما عَجَبك اشرب من البحر!. هذه رؤيتي، لن أتزحزح عنها، حتى لو ملأ جوْفي ماءُ البحر الأجاج!. T_algashgari @ تويتر