أيعقل أن يكون متوسط دخل المواطن سنويا 80 ألف ريال والطبقة الوسطى في تآكل حتى مع مثل هذه الميزانيات الضخمة ؟. عصر خادم الحرمين الشريفين أو عصر الشفافية إن صح التعبير يحتم علينا الوضوح في تبيان معاناة المواطنين التي لا تعكسها المؤشرات الاقتصادية التي تتوازى مع الحقائق أحيانا ولا تتقاطع معها وربما مؤشر متوسط دخل الفرد خير شاهد. 80 ألف ريال كمتوسط دخل الفرد يعني قدرة الأسر على تملك منازل خلال سنوات معدودة ولا حاجة إلى قروض مصرفية طويلة الأجل تمتد إلى ثلاثة عقود لتلمك منزل. وتعني كذلك أن لا معاناة للأسر في الإنفاق على أبنائها العاطلين أو تأهيلهم وصقل قدراتهم في أفضل جامعات العالم وليس صعوبة في تسجيلهم في الجامعات الأهلية داخل الوطن. 80 ألف ريال كمتوسط دخل الفرد تعني كذلك قدرة الأسر على تمويل مشاريع أبنائها الاستثمارية والادخار والحياة برفاهية وهذا ما قد يتجافى مع الواقع نوعا ما !. الواقع يشير إلى وجود مشاريع ضخمة تنفذ في مختلف مناطق المملكة ولعلنا نتساءل من هم المستفيدون منها بشكل رئيس المواطنون أم المقاولون على اختلاف رتبهم، وما هو حجم المشاريع المتعثرة نتيجة لتحويل المشروع من المقاول السلف إلى المقاول الخلف!. أسئلة عديدة تطرح نفسها باحثة عن إجابة، فالميزانيات الضخمة لا يرى أثرها إلى حد ما على أرض الواقع!. إن دافع المسؤولية الوطنية يحتم على الجميع وخاصة الاقتصاديين ومسؤولي السلطات المالية إعادة تقييم أدائهم وأدواتهم ومراجعة آلية إعداد مخصصات الميزانية والبحث عن وسائل ناجعة لرفاهية المواطن وتمكينه من تحقيق آماله وتطلعاته فليس من المعقول أن تنحسر أهداف عامة الأسر بين تأمين متطلبات الحياة اليومية وتملك منزل في أفضل الحالات، وليس من الأفضل لحاضر الوطن ومستقبله أن يستمر الواقع على ما هو عليه.. لتعظيم استفادة المواطنين من الميزانيات التي ترصدها الدولة مشكورة سنويا ربما يكون من الأنسب إعداد دراسة من خلال جهة محايدة شاملة لاستبيان حول مستوى معيشة المواطن ونمط حياته ليتسنى إيضاح الفجوة بين ما هو واقع وما هو مأمول!.