خالد السليمان - عكاظ السعودية هل هناك فرق بين اللص الصغير واللص الكبير؟! أخلاقيا وقانونيا وشرعيا لا فرق، طبعا هناك فرق بين من يسرق ليسد جوعا ومن يسرق ليسد نهما، لكن عندما لا يتعلق الأمر بالجوع المهلك، فإن من سرق التفاحة كمن سرق شجرتها! ورغم ذلك قد يسقط سارق التفاحة في شر أعماله حتى ولو كانت حبة تفاحة من النوع البلدي الذي لا يكاد يرى، بينما قد ينجو سارق الشجرة بفعلته حتى لو التهمها بأغصانها وجذورها وغص بها أمام العالمين! يحصل كل واحد منهما على صورة في الجريدة، الأول في صفحة أخبار الجرائم، والثاني في صفحة أخبار المجتمع، الأول بقفا مصلوب على طوله، والثاني بوجه مفرود على عرضه! كلاهما يصبح من نجوم المجتمع، الأول مجتمع السجون وأصحاب السوابق، والثاني مجتمع المال وأصحاب الغنائم! كلاهما يشعر بالندم، الأول على كبر فعلته، والثاني على صغر فعلته، فالتفاحة سدت نفس الأول، والشجرة فتحت شهية الثاني، الأول يقول لنفسه يا ليتني صمت عن الطعام، والثاني يصرخ هل من مزيد! تحول مذاق التفاحة في فم الأول إلى مذاق ورائحة البصلة، أما الثاني فصار شعاره المثل الشعبي: «إذا أكلت بصيل .. كل بصل»!