اقشعر بدني عندما رأيت صورة الطفلة المسكينة وهي تتبع الوحش الذي غرر بها في السوق واغتصبها بعد ذلك، وتخيلت أن تكون ابنتي «والعياذ بالله» في هذا الموقف. من رأى حجم الطفلة المسكينة في الصورة مقارنة بالوحش الذي اغتصبها وكيف كانت تمشي وراءه بمنتهى البراءة يقشعر بدنه، ولا يمكن أن يتخيل أحد أن يلقى هذا الوحش مصيرا غير الإعدام والتنكيل به بأبشع صورة. لم أصدق أن هذا الوحش المجرد من الأحاسيس هو معلم للأطفال، وزوج وأب لأربع بنات وولدين، يعني إنسان طبيعي ملامحه تشبه ملامح أي منا، يمشي في نفس الشوارع، ويتسوق من نفس الأسواق، ويأكل في نفس المطاعم التي نأكل فيها!!. ألهذا السبب استطاع أن يرتكب جرائمه دون أن نشعر به؟! أم أن هناك أسبابا أخرى؟! كيف استطاع أن يكون مجرما متسلسلا دون أن نشعر به؟! هل نحن مغفلون إلى هذه الدرجة؟! كيف استجابت له 13 طفلة دون مقاومة ودون أن يتنبه لهن أهلوهن أو المتسوقون أو العاملون في المستشفى حين اختطف إحدى ضحاياه؟! هل في نمط تربيتنا لأطفالنا خطأ ينبغي علينا تداركه عاجلاً؟! هل في نمط تفكيرنا وثقافتنا خلل ينبغي لنا معالجته أو استئصاله؟! للأسف نعم، هناك خلل كبير جداً في نمط تفكيرنا وثقافتنا وتربيتنا لأطفالنا، لا نعرف متى نقول لهم هذا عيب، ولا متى نقول لهم هذا حرام، ولا متى نقول لهم هذا خطر، وإذا فتح الله علينا وقلنا لهم فإننا للأسف الشديد لا نقولها لهم بالطريقة الصحيحة، ولا في التوقيت الصحيح، لأننا ببساطة شديدة نحتاج إلى من يعلمنا متى وكيف ولماذا نقول لهم ما يحتاجونه منا لنحميهم من الخطر!!. هناك علامات يؤكدها العلماء للتعرف على المتحرش بالأطفال، وهناك علامات تشير إذا كان طفلك يتعرض للتحرش، وتشير الدراسات أن أغلب حالات التحرش تحدث من الأقارب حتى من الدرجة الأولى ممن يأمنهم الأطفال ولا يخافون منهم، وهنا مكمن الخطر. قد لا تتسع مساحة هذا المقال لسرد علامات المتحرشين وتعرض الأطفال للتحرش، ولا لسرد التوقيت المناسب لتعليم الأطفال ما هو عيب، وما معنى تحرش، جنس، واغتصاب، ولكن أنصح كل أب وأم أن يستشيروا مختصا تربويا للاستفادة من الأساليب العلمية في التربية كي لا يكونوا عرضة لما تعرضت له ضحايا وحش جدة، أو على الأقل نسأل من هم أكثر منا وعيا وعلما، أو أضعف الإيمان أن نتجول قليلا في المواقع والمنتديات الموثوقة قبل أن تقع الفأس في الرأس.