الأخبار عن المعتدي على القاصرات في بلادنا تناولتها المقالات كيف استطاع أن يرتكب جرائمه دون أن يحس المجتمع المدني بالخلل أم أنه - أي المجتمع - رأى الخلل فتعامى واصطنع الصمم؟! وكيف استطاع أن يؤذي وبأمن في ممشاه وحياته اليومية وعلاقاته وأكله وشربه وتجواله؟! وثمة سؤال أهم هو كيف استجابت له 13 طفلة دون مقاومة ودون أن يتنبه لهن أهلوهن أو المتسوقون أو العاملون في المستشفى حين اختطف إحدى ضحاياه؟! هل في نمط تربيتنا لأطفالنا خطأ ينبغي علينا تداركه عاجلاً؟! مجمل أسئلة الكتاب والمختصين في علم الجريمة وعلم النفس.. ولهذا سأطرح خلفية بسيطة عن مكانة القاصر في الدول الغربية. في الولاياتالمتحدة: القاصر هو كل شخص دون سن ال18 إلا أن سن المساءلة القانونية تبدأ قبل هذا العمر. في إنكلترا، وآيرلندا الشمالية: القاصر هو كل شخص دون ال18 من عمره، وفي اسكتلندا دون ال16 من عمره. لكن سن المساءلة عن الجريمة في إنكلترا وويلز وآيرلندا الشمالية تبدأ من 10 سنوات، وفي اسكتلندا من 8 سنوات. لايسمح القانون البريطاني لمن هم دون ال18 بالتصويت، الترشح، الزواج، شراء التبغ. شركات الطيران بين كل دول أوربا وأمريكا تعهد بالقاصر إلى طاقم الأمن في الطائرة . ويجهزونه أو يجهزونها ببطاقة واضحة تُعلق على الصدر ، وعليها شعار الشركة الناقلة مكتوب عليها (قاصر .. غير مُرافق) Unaccompanied Minor . ويُرى غالبا برفقة مضيفة أو مسؤولة أمن تلبس لباسا رسميا بقبعة وربطة عنق للتمييز . دورها أن تستلم القاصر وتستكمل إجراءاته الرسمية وتُصاحبه حتى يستلمه من يستقبله . ويجري التأكد من شخصية المستقبِل . ومطابقة شخصيته مع ما يحمل الصغير من أوصاف ومعلومات . ودون ذلك يجري إيقاف الصغير لتدبّر وضعه . وأول تعليمات يسمعها الطفل أو الطفلة من والديه في الغرب هي جملة: Do not talk to strangers أي (لا تتحدث مع الغرباء)