شددت الاختصاصية الاجتماعية سلمى العالي على ضرورة توعية الأطفال بوسائل الحماية من التعرض إلى الاعتداءات، محذرة من التباطؤ في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدى تعرض الطفل إلى تحرش جنسي لأن ذلك يعد إهدارا لحق الطفل. وذكرت العالي خلال ندوة طفولتي آمنة ببلدة السنابس بجزيرة تاروت أن حالات التحرش الجنسي في الطفل تتزايد حتى تكاد تصبح ظاهرة، مضيفة أن التحرش من جانب الأقارب يشكل الخطر الأكبر حاليا، فهناك نسبة كبيرة كشف عنها يكون المتحرش من ذوي الأرحام أو أحد الأقارب، مبينة أن معظمها من الفئة العمرية بين أربع سنوات و16 بين الإناث والذكور، وقد تكون النسبة الأكبر إناثا. وأضافت أنه يوجد كثير من الأسباب لانتشار هذه الظاهرة كأخطاء الوالدين والاعتماد على الخدم والسائقين، موضحة كيف يمكن للأم التعرف على بعض علامات هذا الاعتداء، مؤكدة على أهمية تدريب الأطفال وتوعيتهم لمواجهة هذا الأمر في حال تعرضهم له. وحذرت العالي الأمهات من تنامي حالات التحرش الجنسي ضد الأطفال، ودعتهن إلى توعية أطفالهن حول وسائل الحماية من التعرض إلى الاعتداءات، التي قد تلقي بظلالها علي الأطفال حتى بعد أن يتجاوزوا مرحلة الطفولة، وبخاصة الفتيات، منتقدة صمت البعض على تعرض أحد أفراد أسرته إلى التحرش الجنسي. وأشارت العالي إلى أول الإجراءات المتخذة في هذه الحالة من أجل الحفاظ على حق الطفل المعتدى عليه ونقله مباشرة بشكل عاجل إلى مستشفى قريب، لكتابة تقرير حول واقعة الاعتداء لضمان حقه سواء كان الطفل ذكرا أم أنثى، مركزة على أهمية توعية الأبناء منذ الصغر حول مفهوم التحرش الذي قد لا يتجاوز النظر. وشددت على أهمية تعويد الطفل منذ الصغر على احترام خصوصية جسده، معربة عن أسفها لأن الأم قد ترتكب أخطاء فادحة في حق طفلها، عندما تغير له ملابسه أمام الآخرين، أو تسمح لأخريات بأن يفعلن ذلك ما يفقده احترام خصوصية الجسد منذ الصغر. وعن أسباب ودافع المعتدي، قالت العالي: إن من أبرز الأسباب هو عدم الإيمان بالله، وعدم الالتزام بالدين، وغياب الرادع النفسي أو بسبب تعاطي الكحول أو أحد أنواع المخدرات وربما يكون المعتدي قد تعرض في طفولته إلى التحرش ولم يجد من يقف إلى جانبه ويشعره أنه غير مذنب، وأن هناك من يستطيع مساعدته وقد يكون من المرضى النفسيين الذين يستهويهم التحرش بالأطفال، ويشعرون بمتعة لذلك.