صالح محمد الجاسر - الاقتصادية السعودية من أشهر الكتب التي تناولت الأمثال كتاب ""مجمع الأمثال"" لأحمد بن محمد الميداني (المتوفى سنة 518 ه)، في كتابه هذا جمع آلاف الأمثال العربية والمولدة، وبلغ من مكانة هذا الكتاب أن أصبح هو الأشهر والأشمل في مجال الأمثال. الميداني من مدينة نيسابور في بلاد فارس، ولو قدر له أن يعيش في زماننا هذا، لعقد فصلا مستقلا في كتابه ""مجمع الأمثال"" تحت عنوان ""أكذب من الإعلام الإيراني"". في الأمثال يقال: ""إذا كنت كذوباً فكن ذكورا"" ويقصد به أن على من يمارس الكذب أن يكون متذكرا لكذبه فلا يقع في أخطاء تكشف هذا الكذب. إلا أن الإعلام الإيراني يمارس الكذب بشكل يومي، دون أن يحمل هم انكشاف كذبه، فهو يتعامل مع من يتابع قنواته أو صحفه أو مواقع الإنترنت التابعة له على أنه مسلوب العقل، أو مصاب بداء النسيان. الإعلام الإيراني يعتقد أنه بقدر ما يصعد هجومه على الدول العربية المجاورة، فهو يبعد الأنظار عن المآسي التي تقع على التراب الإيراني، وأنه بقدر ما يفتعل المشكلات ويسعى إلى إثارتها عند جيرانه، يؤجل المشكلة الكبرى التي يعاني منها في الداخل. هذا الإعلام، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، لا هم له إلا المملكة العربية السعودية، ولا هدف له إلا نشر الأكاذيب عنها، وجلب كل موتور، يعتقد أنه بكلمة متشنجة، وبألفاظ سوقية سيهز هذا الكيان، أو يستدرج شعبه إلى مستنقع الفوضى والدمار. انكشاف زيف الإعلام الإيراني وكذبه، ليس وليد اليوم، بل منذ أن أصبح يتحدث إلى العرب بلغتهم، وفي هذه الأيام زاد انكشاف هذا الإعلام المضلل، فرغم تركيزه على إحداث فتنة بين مختلف طوائف الشعب في المملكة، إلا أنه مني بخسارة لم يكن يتوقعها، بعد أن أكد السعوديون وعيهم، وإدراكهم لخطورة ما يجري في المنطقة من مؤامرات معروفة الأهداف والمنطلقات. لقد أثبت المواطنون السعوديون برفضهم هذا التحريض، أن ولاء الجميع للوطن، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها. وأصبح يوم الجمعة الماضي الحادي عشر من آذار (مارس)، يوم تأكيد للولاء، وتعزيز للانتماء. هذا الوعي والرفض الواضح لأية محاولات لاستدراج المجتمع للفوضى، كان مثار دهشة وتعجب كثير من وسائل الإعلام الغربية التي كانت ترصد الوضع، فوكالة الأسوشييتد برس بثت تقريراً قالت فيه: ""ما حدث أمر مثير للدهشة، فعلى الرغم من التحريض الإيراني الواضح والدعوات من منشقين في الخارج، التي أطلقت للتظاهر ورغم أن هناك جهات غربية راهنت على حدوث التظاهر، إلا أنه لم يحدث شيء يستحق الذكر، والحياة تسير بشكل طبيعي هناك ولم تجد هذه الدعوات صدى لدى المواطنين السعوديين"". وقالت مجلة: ""فورين بوليسي"" إن المحللين يسيئون فهم أساس القوة الفريدة لنظام الحكم في السعودية ووصفت المجلة المملكة بالاستثناء داخل الشرق الأوسط الذي يموج بالمظاهرات والاحتجاجات.