إن تكرار ما حدث في معرض الكتاب العام الماضي وتدخلات من يسمون أنفسهم (المحتسبة) بمخالفات واعتداءات ومضايقات لزوار المعرض وحدوثه هذا العام أيضا لهو أمر مخجل جدا وغير حضاري، وسكوت جهات الأمن في الرياض على تلك التجاوزات المتكررة عاما بعد عام أمر مثير للتساؤل، فالليونة في مواجهة أولئك (البلطجية) تشجعهم وتجعلهم يتمادون في تطاولهم وخروجهم على النظام، وليس الأمر جديدا أو مفاجأة أو عرضيا بل إنه مخطط له لتشويه كل توجه أو عمل حضاري، إنه اختراق لحرية الحوار وكل قراراته، ورغبة لئيمة لإغلاق أية نافذة للاستنارة والاطلاع والتواصل مع الفكر المحلي والعربي والدولي، إن هؤلاء المحتسبة بفعل (البلطجة) الذي يقومون به جهارا وأمام عيون السلطة يسيئون لسمعة المملكة بين دول العالم المتحضر وللجهود الإنسانية الرائعة التي يبذلها ملك التطوير عبدالله بن عبدالعزيز للتقريب وحرية الحوار والتعايش السلمي بين البشر على تعدد مذاهبهم وأديانهم، نحن لا ننكر على أحد حق إبداء رأيه مهما كان مخالفا وظلاميا بشرط أن لا يعتدي على الآخرين أو يضايقهم أو يرهبهم، وكان أولى بهم الوقوف خارج المبنى يتحلقون ويجهرون بشعاراتهم لا أن يقتحموا المبنى دون رادع، ورغم وجود وزير الثقافة والإعلام في المعرض مما يدل على الموافقة الرسمية عليه، وإنكاره على مضايقات المحتسبة «إياهم» لم تتحرك أية جهة حقوقية لمنعهم بما فيهم هيئة حقوق الإنسان الرسمية، وفي حالة مشابهة حين تعرض د. محمد عبده يماني (رحمه الله) للمضايقة كتبت أني تمنيت لو أنهم «نهروه» فربما تتحرك الجهات المعنية فتزجرهم حقا .. ولكن لا أحد يدري لماذا هذا الحلم المرير.