يوسف عبدالله الأحمد - نقلا عن العربية نت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فهذا مقترح حول حقوق المرضى وواجباتهم، وقد كنت معتنياً بهذا الأمر حين كتابتي لرسالة الدكتوراه والتي كان عنوانها: "أحكام نقل أعضاء الإنسان في الفقه الإسلامي" وما تبع ذلك من بحوث علمية متعلقة بالنوازل الطبية، وما رأيته من الإخلال بحقوق المرضى، وكثير من الأطباء شاهد تعظيم حقوق المرضى أثناء دراسته في الدول التي تعنى بالحقوق، إلا أنه إذا عاد لم يستطع أن يمارس ذلك على أرض الواقع، بل إن بعض أطباء تلك البلدان إذا عمل في بلادنا، يبدأ باحترام حقوق المرضى خلال الشهر الأول، وسرعان ما يزول هذا الاهتمام، وربما كانت ورقة حقوق المرضى في مستشفياتنا لا تختلف كثيراً عن اللوحات الجمالية التي يراها المريض في ممرات المستشفى، وغرف التنويم، وأماكن الانتظار. رجعت إلى أوراق حقوق المرضى المعلنة في المستشفيات الكبرى في المملكة؛ كالتخصصي، والحرس، والعسكري، وأرامكو، والمستشفيات الخاصة، ووزارة الصحة، وقارنتها بأنظمة حقوق المرضى المقرة في بعض الهيئات الطبية العالمية، أو المستشفيات الغربية، فوجدت أن أوراق حقوق المرضى المحلية متفاوته، مع إغفال بعض الحقوق أو تقييدها. فرأيت أن أكتب هذا المقترح في بيان حقوق المرضى وفق الضوابط الشرعية، رجاء أن يكون سبباً في إصلاح الواقع، وقد راجعه جمع من المختصين، راجياً أن تكون محل اهتمام وزارة الصحة والجهات المختصة، مع التنبيه إلى أن هذه الورقة مختصة بحقوق المريض داخل المستشفى أو المركز الطبي، أما الحديث عن حق المريض في أصل العلاج فله حديث آخر بإذن الله تعالى. نص اللائحة المقترحة حقوق المرضى وواجباتهم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد. فإن المركز الطبي يلتزم بتقديم الرعاية الطبية التي كفلها الشرع والنظام، وحتى يتحقق للمريض الفائدة المرجوة من الخدمات الطبية، فإنه لابد من الاطلاع على حقوق المريض وواجباته. حقوق المريض 1. تقديم الخدمة الطبية العلاجية والوقائية التي يحتاجها في بيئة صحية وآمنة. 2. المريض له كرامة عليا، فالهدف الرئيس لإنشاء المركز تقديم الخدمة الطبية له، فيجب احترامه وتقديره واحترام خصوصيته ومطالبه، دون إبداء أي نوع من الانزعاج أو التذمر من قبل الفريق الطبي أو الإداري. 3. معرفة المريض من طبيبه المعالج نتيجةَ التشخيص، وحالتَه الصحية، والخطةَ العلاجية، ومدته، والمضاعفاتِ المتوقعة، ونسبةَ الشفاء المتوقعة، واختيارَ المعالجة البديلة إن وجدت، كل ذلك بلغة يفهمها، وهذه المعلومات يقدمها الطبيب دون طلب من المريض، وللمريض الحق في قبول العلاج أو الرفض، وعلى الطبيب المعالج توضيح الآثار المترتبة على الرفض. 4. يحق للمريض معرفة البدائل المتاحة داخل المركز الطبي وخارجه، ويحق للمريض تغيير الطبيب الذي يشرف على علاجه. 5. يحق للمريض إذا لم يوجد الطبيب المختص في المركز أن يحال إلى مستشفى حكومي آخر يوجد فيه المختص، من خلال ورقة التحويل وتقرير الحالة من طبيبه المعالج. 6. لا يسمح للفريق الطبي بالتحدث عند المريض باللغة الانجليزية إذا كان لا يفهمها. 7. يحق للمريض معرفة الاسم والوظيفة والتخصص العام والدقيق لمقدمي الرعاية الطبية من أطباء أو ممرضين أو فنيين أو غير ذلك. 8. يحق للمريض الحصول على المواعيد المستقبلية من أجل مراجعة العيادة، وإذا جاء على غير موعد فيحق له الدخول على الطبيب في العيادة إذا وجد وقت مناسب للنظر في حالته. 9. يحق للمريض الحصول على العناية العاجلة في الحالات الطارئة حسب الأولوية التي يحددها الطبيب، وإذا لم يتمكن المركز الطبي من تقديم الإسعاف للمريض فيحق له أن يُنقل إلى إسعاف مستشفى حكومي تتوافر فيه إمكانية العناية العاجلة. 10. ملف المريض وجميع المعلومات عن مرضه وخصوصيته تعتبر من الأسرار التي لا يحق لأحد الاطلاع عليها، ولا نقلها، ولا الحديث عنها لغير المريض نفسه حتى بعد الموت. 11. يحق للمريض أن يأخذ صورة من ملفه الطبي. 12. إذا كان المريض لا يفهم لغة الطبيب فيلتزم المركز بإيجاد المترجم. 13. احترام الخصوصية الشرعية للمريض، وعلى سبيل المثال: لا يتعامل مع المريضة طبياً أو إدارياً إلا امرأة، ولا يتعامل مع المريض كذلك إلا رجل. 14. يعمل قسم علاقات المرضى على خدمة المريض، وتعريفه بحقوقه، والإجابة على استفساراته وتذليل ما يعرض أمامه من مصاعب، وتنظيم الصلة بين المريض واللجنة الشرعية في المركز. 15. يستلم المريض قبل المغادرة نموذجاً يشتمل على ثلاثة أمور: إبداء المقترحات، والاعتراض على الخدمة، وتقويم أداء العاملين، ويقوم قسم علاقات المرضى باستلام النموذج ومتابعته رسمياً، وإفادته المريض برقم وتاريخ المعاملة وما تم حيالها. 16. اللجنة الشرعية في المركز تعمل على الإجابة على أسئلة المرضى والعاملين، من خلال زيارة المكتب أو الرقم المخصص لذلك، وتقوم اللجنة بزيارة دورية للمرضى المنومين لتوضيح الأحكام الشرعية التي يحتاجونها والإجابة على أسئلتهم. 17. إذا ظهر للطبيب المعالج أن المريض لا يعرف حقوقه، فإنه يجب أن تبين له، وأن يستدعي له موظف قسم علاقة المرضى لتوضيح ما خفي عليه، ولا يحل للفريق الطبي تمرير أي مسألة حقوقية للمريض بسبب غفلة المريض، أو شدة حاجته للعلاج، أو شدة تألمه، أو كبر أو صغر سنه، أو ضعفه العقلي، أو الثقافي. 18. إذا كان ضمن الفريق المعالج متدرب، أوكان العلاج لغرض التجربة الطبية أو البحث العلمي، فيجب إخبار المريض، وله الحق في القبول أو الرفض، ولا يكفي في الموافقة التوقيع على أوراق الدخول المتضمنة الموافقة على العملية التعليمية. 19. يضمن المركز الطبي أن تقديم الشكوى من المريض أو رفضه للعملية التعليمية لن يكون له أي مساس بحقوقه. 20. لا يسمح لأي أحد في المركز الطبي أن يحجب ملف أي مريض فيمنعه من العلاج في المركز بعدما ثبت دخوله فيه إلا بقرار من مدير المركز تبين فيه الأسباب بالتفصيل، ويحصل المريض على نسخة منها، وللمريض حينها الحق في التظلم إلى الشؤون الصحية، ثم إلى الجهات القضائية المختصة. 21. يحق للمريض الحصول على تقرير طبي عن حالته باللغتين العربية والانجليزية خلال أسبوع من طلبه، وأن يتم فيه توضيح ما طلبه المريض عن حالته، وإذا كانت الحالة تستدعي تقريراً عاجلا فيعجل التقرير في اليوم الأول من الطلب قدر المستطاع. واجبات المريض1. التزام المريض ومن بصحبته بالأحكام والآداب الشرعية، والالتزام بأنظمة المركز الطبي، والمواعيد، والإرشادات المتعلقة بالعلاج من قبل الطاقم الطبي. 2. على المريض إفادة الطبيب المعالج بالتاريخ المرضي، والمعلومات الدقيقة عن مرضه الحالي، والأمراض المزمنة الأخرى إذا كان مصاباً بها، والأدوية التي يتناولها. 3. احترام الأولوية التي تعطى للحالات الطارئة. 4. اتباع إرشادات مبادئ السلامة، ومكافحة العدوى. 5. مراعاة المرضى الآخرين، وعدم الإزعاج، أو التدخين داخل المركز. 6. احترام جميع العاملين بالمركز الصحي والحفاظ على ممتلكات المنشأة الصحية. 7. قسم النساء منفصل عن قسم الرجال، وعليه فإنه يمنع المريض الرجل الدخول أو التحويل إلى قسم النساء، وكذلك تمنع المريضة من الدخول أو التحويل إلى قسم الرجال. *عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية