خالد السليمان - عكاظ السعودية في الصيف الماضي أتيحت لي الفرصة أن أشارك الأمير عبد العزيز بن فهد فنجانا من القهوة على رصيف أحد مقاهي «الشانزليزيه» برفقة الزميلين محمد التونسي وقينان الغامدي، كان الرجل يتوقف في باريس في طريق عودته إلى المملكة عائدا من رحلة علاج طويلة، وعندما قال له «قينان» إن البلد اشتاقت إليك شعرت كما لو أن العبارة أمسكت بقلبه، فخرجت من أعماقه تنهيدة عاشق: وأنا والله اشتقت لها. قال لي يومها إنه معجب بمقالاتي ويقرأها، لكنه أردف برسالة ذات مغزى لم يكن ليستعصي علي فهمها: لكن في البلد أشياء إيجابية كثيرة، وطوال الحديث حول شجون وهموم وطنية عديدة لم يكن الأمير المثقف يبدو غائبا عن أجواء بلاده رغم آلاف الأميال التي فصلته عنها لشهور طويلة وهموم المرض التي أشغلته قبل أن يمن الله عليه بالشفاء، فرجل مثله يسكنه وطنه أينما ذهب. والذين حضروا حفل زفافه قالوا إنه الأكثر حضورا في ذاكرة الأعراس التي شهدوها، ولا عجب في ذلك فللأمير الشاب مكانة خاصة في نفوس كل مواطني بلاده، فأعمال الخير والإحسان التي لم تنفصل يوما عن مسيرة حياته تجعله يسكن أي قلب يحب الخير وأهله. يستطيع الإنسان أن يفوز بكل شيء في الحياة بكفاءته ومؤهلاته وإنجازاته وأشياء كثيرة، إلا محبة الناس فإنها الشيء الوحيد الذي لا يتطلب أكثر من قلب عطوف ونفس زكية وروح معطاءة ومشاعر نبيلة.. لهذا السبب يحبك الناس يا عبد العزيز.