ما الذي تحلم بتحقيقه؟ وما الذي يقف بينك وبين تحقيق ما تحلم به؟ الجواب هو: القيادة، حسب ما يقوله J.Maxwell مؤلف كتاب (21 صفة لا غنى عنها في القائد)، والذي باع من مؤلفاته أكثر من 13 مليون نسخة، وقامت شركاته بتدريب أكثر من مليوني قائد حول العالم، وهو ما يؤكد خبرته وجدارته في هذا المجال. ويورد الكاتب عددا من الصفات التي يرى بأنها يمكن أن تساعدك لتصبح شخصا يود الآخرون اتباعه. ويؤكد في الوقت نفسه أن كل شيء يبدأ وينتهي بالقيادة، لكن معرفة القيادة ما هي إلا نصف المعركة، لأن فهم القيادة، وممارستها بصورة فعلية أمران مختلفان. ويكمن السر وراء التحول من فهم القيادة، إلى القدرة على القيادة بفاعلية في السمات الشخصية التي تقوم بتفعيل دور القيادي، أو تقف بينه وبين تحقيق النجاح، وذلك لأن القيادة الجيدة تبدأ من ذات الإنسان. وهو ما تؤكده شواهد عديدة في مختلف المنظمات، وخاصة التعليمية منها، حيث يمكن ملاحظة تأثير القائد التربوي في بيئته من خلال الصفات القيادية التي يمتلكها، إضافة إلى إلمامه بالجوانب المعرفية المتعلقة بالقيادة. ويرى الكاتب بأن القادة العظام يتشاركون في صفات معينة، كالكفاءة، والمبادرة، والرؤية، والالتزام؛ وإذا ما توافرت هذه الصفات في سلوكيات شخص ما، فسيصبح قائدا يمكنه التأثير في أتباعه. ومن هذا المنطلق، فإن تطور أي قائد ونجاحه يعتمد بشكل كبير على تعلم قوانين القيادة، والتي يمكن بها معرفة كيفية النجاح في القيادة، لكن ذلك لا يغني عن تنمية الصفات القيادية الشخصية التي يمتلكها. ويركز الكتاب على إحدى وعشرين صفة تميز القادة عن غيرهم، ويمكن لمن يتصف بها أن يكون قادرا على الظهور أمام الآخرين بمظهر القائد المحبوب لدى الجميع. ومن هذه الصفات: الشخصية الجذابة، امتلاك الكاريزما charisma، الالتزام، الكفاءة، الشجاعة، الفطنة، التركيز، المبادرة، الإنصات، الإيجابية، القدرة على التعامل مع الصعوبات، تحمل المسؤولية، الثقة بالنفس، الانضباط الذاتي، مساعدة الآخرين، الرؤية، ومواصلة التعلم. ومن خلال قراءة سريعة لما أورده الكاتب في حديثه عن أهمية هذه الصفات، وأساليب تحققها لدى القادة، يتضح بأنه يصعب على أي شخص الاتصاف بها، دون أن يكون قائدا بالفطرة، حتى لو تعلمها، أو تدرب عليها، وبالتالي، فإن تأثيره القيادي قد يكون غير ذي جدوى، إن لم يكن لا وجود له أصلاً. ويفرض الواقع استقطاب من يطلق عليهم: القادة بالفطرة، وتدريبهم على أساسيات القيادة، ومن ثم الاستفادة منهم لقيادة المجتمع، لتحقيق غاياته، وأهدافه، والتعامل مع التطورات والمتغيرات العلمية، والتكنولوجية، والاجتماعية، والاقتصادية، التي تحتم وجود قادة في مؤسسات المجتمع، لا وجود مديرين، وهو ما تعاني منه كثير من مؤسساتنا، وخاصة التعليمية منها.