محمد الرشيدي - الرياض السعودية بعد حالة من الترقب جاءت إطلالة الإذاعات الجديدة باهتة ومن دون شخصية، اختلفت أرقام موجات البث ولم تختلف خريطة برامج هذه القنوات، لا جديد سوى إعلانات الطرق والصحف عن ولادة هذه الإذاعات، لم تفلح الملايين التي صرفت للحصول على رخصة البث الإذاعي في وجود إذاعة نستطيع أن نقول إن بدايتها مميزة!. الشارع السعودي كان متعطشاً لإذاعات تنقله من مرحلة الاحتكار والإذاعات الحكومية التقليدية إلى مرحلة تتناسب مع التغير في المفاهيم والثقافات، من المحزن إعلامياً أن يكون السبيل للوصول إلى ذوق وأذن المستمع عبر دغدغة حاجته للمال، وتكون اللغة أرسل رسالة SMS ب 4 ريال لتكسب 1000 ريال باختيارك الأغنية التي تريدها، الكسب حق مشروع لكل عمل صرف عليه الملايين، ولكن ليس بالأسلوب غير الراقي الذي هاجمت به بعض هذه الإذاعات جيوب المستمعين، فقد كان المتوقع وبكل صدقية أن يكون لهذه الإذاعات أسلوب تشويقي يتناسب مع الانفتاح الكبير للإعلام السعودي بتعدد بث الإذاعات بعد أن كان الأمر محتكراً ولسنوات طويلة. كنت أتمنى من مسئولي هذه الإذاعات أن يتفرغوا لمدة أسبوع فقط لمتابعة الإذاعات الخليجية المتنوعة، لو حصل لهم هذا الأمر غداً أو خلال أيام قادمة سيجدون أنفسهم في موقف محرج أمام المستمعين، فالعملية ليست تنافس أغاني وتكثيف محمد عبده، وراغب علامة، ونجوى كرم، وإنما التعاطي بحرفية مع الواقع الذي يأمله المستمع بذائقة جديدة، والأمر ليس محتاجاً إلى "تغنج" مذيعة وتراقصها غير المقبول خلف المايكرفون، لكي يقال إن هذه الإذاعة "مودرن أو كول"، الأمر يحتاج إلى مذيعة تتعايش مع المستمعين بخبرة وذوق وتشويق. الإشكالية أن الحكم على الإذاعات الجديدة ومن دون مبالغة هو واحد، والمسألة ليست إعطاء وقت أكبر للحكم عليها، لأن البداية كانت متواضعة جداً، فأنا لم أفرق بين الإذاعات الجديدة سوى بتغيير أرقام الموجات والانتظار لكي استمع لاسم الإذاعة، عكس الإذاعات في دول الخليج كالكويت والإمارات، تستطيع أن تلمس وتتعرف إلى "ستايل" كل إذاعة بمجرد المرور عليها لدقائق معدودة، وأنا هنا تمنيت لو كانت هناك إذاعة خليجية كبيرة ومعروفة أتيحت لها فرصة البث في السعودية لنعرف أن هناك فرقا فيما نسمعه وبكل صدقية. ومع احترامي لتصريحات مسئولي إذاعاتنا الجديدة إلا أن المؤشر يقول "لا جديد"، وستصبح الإذاعات جميعها بمرتبة واحدة، وإن اختلفت أرقام موجاتها، ولن تجد هذه الاستثمارات على هذا الحال الهدف من انطلاقتها، لأن الاعتماد على الرسائل المدفوعة الثمن ليس ناجحاً في كل الأوقات، والمعلن سيكون أمامه وقت طويل لترقب النجاح والتميز!. شخصياً أتمنى أن تكون للإذاعات الجديدة إعادة نظر؛ لأن في الإعلام دائماً الانطباع من أول مرة، والمستمع ذكي وليس ساذجاً لتغريه تغنجات مذيعة أو استجداء إعلاني مكثف، ليرسل رسالة تحقق أحلامه، أو تبث أغنيته المفضلة.