بدأت إذاعات fm المرخص لها من وزارة الثقافة والإعلام بثها أخيرا على موجات fm، حيث تفاجأ المستمع في جدة ببث إذاعة روتانا على الموجة 88:00، وإذاعة u.fm على الموجة 97:00، فيما سيبدأ بثها في الرياض والمنطقة الشرقية نهاية الشهر الجاري، ويترقب المتابعون أيضا إنطلاق بث ثلاث إذاعات أخرى جديدة مرخص لها عبر موجات fm خلال الفترة المقبلة، بعد وضع اللمسات النهائية عليها، لتواكب إذاعة mbc.fm التي تفردت بالبث منذ 1994 م، وبانوراما fm التابعتين لمركز تليفزيون الشرق الأوسط (mbc)، إضافة لإذاعة الرياض وإذاعة البرنامج الثاني من جدة اللتان تبثان عبر هذه الموجات أيضا منذ سنوات. فيما لوحظ في الأونة الأخيرة أن mbc .fm أنها تضع مسألة الوجود الإذاعي الجديد في اعتبارها، حيث عادت وبشكل مكثف لمكتبة الأغاني الطربية الجميلة وأعادت للمستمع أغانٍ للفنان الراحل طلال مداح، والتركير على بث أغاني الجلسات التي تمتلك حقوقها حصريا كجلسات وناسة، وطورت برامجها بداية الشهر وتقديم برنامج بعنوان (صباحك سعودي) من تقديم غادة العلي لأربع ساعات يوميا، فيما علمت مصادر أن هناك عقودا جديدة قدمت لمذيعي ومذيعات mbc.fm ومراسليها خشية من المغازلة التي شرعت بها بعض الإذاعات الجديدة لعدد من كوادر الإذاعة. مصادر «عكاظ» أشارت إلى أن الإذاعات الجديدة باشرت باستقطاب أسماء إذاعية تميزت بالعمل الإذاعي والفني وبعقود مريحة ومن هذه الأسماء دنيا بكر يونس وسلامة الزيدو أحمد الحامد وأميرة الفضل ورنا القاسم وصلاح مخارش وسمية الشيباني وميساء العمودي. وبالتوقف أمام هذا الحضور الفاعل الجديد للمحطات المستجدة ومدى رؤية الفنانين والمتابعين لما يمكن أن يحدث من معطيات جديدة تثري العمل الإعلامي والإبداعي، ومعرفة التأثيرات التي قد تنتج عن هذا الحشد الإذاعي، بداية أوضح الفنان عبادي الجوهر أن مثل هذه الخطوات الإذاعية هي وسائل مهمة إضافية تسعى لنشر الأغنية المحلية بشكل مضاعف، ويؤكد مكانتها الكبرى على المستوى العربي. وأضاف الجوهر أن في السنوات الماضية كانت هناك إذاعة واحدة تحاول أن تقدم مايرضي الجمهور بمختلف شرائحه والألوان التي يفضل السماع لها من فنانه المفضل، إلا أن مسألة إحصاء كل الفنانين وتوزيع مساحات البث بين الجميع لا تكفي له ساعات البث. وأستطرد أن وجود محطات متعددة متنوعة قوية سيسهم في إيجاد حالة من التنافس لبث كافة الأغنيات وأيضا اللقاءات الممنوعة والأخبار بشكل نموذجي مدروس يحرص على جذب المستمع المستمع وتقديم الجديد لديه. فيما يرى الفنان عبد الله رشاد أن المتابع لهذه الإذاعات الجديدة يلاحظ اهتمامها بعنصر مهم وحيوي وهو الاعتماد على الأصالة في الاختيارات، وإحياء الأعمال القديمة في وجدان المستمع، وهو مسعى يحسب لهذه الإذاعات الجديدة، يضاف إليها البحث عن رؤية جديدة لتسعى لتقديمها عبر البرامج الحوارية والتميز بها، لتكون أهلا لمنافسة محطات mbc الإذاعية التي كانت وحيدة في هذا الأثير وقدمت الكثير للمستمع خلال السنوات الماضية. أما الناقد حامد بن عقيل، فيشير إلى أن الشأن الثقافي لابد أن يشتمل الموسيقى والغناء، بالتالي فإنه يرى أن وجود إذاعات fm بحد ذاته بعدا ثقافيا مهما، أما الشأن الثقافي في البعد القرائي والكتابي ومايدور في فلكهما، فإنه يجده في ذيل القائمة من كل شيء وليس فقط في أثير الإذاعة، وقد يكون وجود إذاعات حديثة مايزيد من مساحة الطرح الثقافي بمفهومه الضيق، ولكنه دائما وجودا ثقافيا دون المستوى المأمول.