عضوان الأحمري - الوطن السعودية قبل سنوات، كانت المطالبات متكررة وضاغطة على وزارة الثقافة والإعلام والجهات ذات العلاقة لفك احتكار موجة FM، وبعد سنوات كان القرار بفتح باب المنافسة ومنح رخص الإذاعات للمتقدمين والطالبين لها. فجأة، أصبحت الإذاعات الجديدة ملجأ للباحثين عن "الهشك بشك"، وبدلاً من أن يكون الراديو صديق المستمع، أصبح الثاني مزعجاً جداً من كمية التفاهات التي تبث بشكل يومي من خلال أثير الإذاعات الجديدة. MixFM مثلاً إذاعة "هشك بشك" بامتياز، والأسواء من ذلك هو الاستهتار بالمستمع من خلال تسطيح المعلومات أثناء النقاش. استمعت لأكثر من برنامج في الإذاعة، لكن أحد البرامج الموسيقية كان يناقش أحد أنواع الثقافات الموسيقية العالمية، المذيعان كانا يحاولان (الاستعراض) بأن لغتهم العربية ليست مهمة في مقابل تدبيج الكلام بمصلطحات إنجليزية، ومحاولة تكسير اللغة وعدم نطق الكلمات العربية بشكل جيد. بالتأكيد هذه مسألة شخصية، لكن المستمع من حقه أن يحصل على مادة إذاعية بقيمة الوقت الذي منحه للاستماع. ليس عيباً أن تقوم الإذاعة بتغيير صورتها النمطية وهويتها، وأن تقول إن الإذاعة ليست موجهة للعرب، أو إنها لشباب "الكول" فقط. لا أعرف ماذا أقول، لأنني لا أعرف إلى ماذا أريد أن أستمع بالضبط مع موجات أثير "الإذاعات" الجديدة. كل ما في الأمر أن تأتي بشاب مدمن على أغاني "هيب هوب" ولديه لغة مكسرة، ويجيد الضحك بصوت عالٍ جداً وتقوم بإدخاله للأستوديو، ليستقبل اتصالات "ناعسة في الصباح" و"منسدح في اللفة"، وبقية الأسماء المكرورة في إذاعات العرب وبرامجهم. "ممكن أهدي"، هذا السؤال الذي كان يستمع إليه جماهير MBC FM سابقاً قبل زحام الإذاعات.. بعد الزحام؛ أصبح المتلقي يتمنى لو كان له قدرة أن يقول للمذيع "عسى ما شر"!