يرى أحد القراء أن «الأغنياء لدينا ورغم أنهم مسلمون، إلا أنهم بخلاء جدا ولا يمكن لإنسانيتهم أن ترتقي لإنسانية الأغنياء في الغرب، ويدلل على ذلك «تبرع ثاني أغنى رجل في العالم ب 99 في المائة من ثروته البالغة 47 مليار دولار» ويقصد هنا رجل الأعمال الأمريكي (بيل غيتس)، الذي قيل في مكان آخر إنه تبرع ب 80 في المائة من ثروته، ولست أدري أي النسب أدق؟ ويكمل القارئ بأن بيل غيتس أشرف مؤخرا هو وصاحب مجموعة (بيركشير) ويرن بفيت على أضخم حملة تبرعات في تاريخ البشرية، وأطلق عليها اسم (تعهد العطاء)، وهي تهدف إلى إقناع أكبر عدد ممكن من المليارديرات بالتبرع بنصف ثرواتهم لجمعيات خيرية، وقال بفيت وغيتس في بيان مشترك صدر مؤخرا : «إن الحملة بدأت منذ فترة وجيزة، ولكن الاستجابة لها كانت مشجعة للغاية». وختم القارئ رسالته بثلاثة أسئلة أولها: لماذا الأغنياء المسلمون لا يفعلون هذا فيما الآخرون يقومون بكل هذه الأعمال الجليلة؟ ومن هم المسلمون الحقيقيون، أغنياؤهم أم أغنياؤنا؟ لماذا لا تكتب عن هؤلاء الأغنياء الذين يأكلون الأموال ولا يتبرعون؟ وها أنا أكتب -يا عزيزي- وأتمنى ألا يغضبك ما سأكتبه، وإن كنت أعتقد أن ما سأكتبه لن يرضي الكثير ، خصوصا ذوي الدخل المحدود أمثالي. لست أدري لماذا لدى البعض هوس في مسألة التصنيف ومن هو المسلم ومن هو غير المسلم، ففي كل مجتمع هناك المجرم والطيب والنصاب والكاذب والكريم والبخيل ووو إلخ، ولا يوجد مجتمع (بيور) نقي بغض النظر عن عقيدته، ففي كل مجتمع سجون فيها أشخاص من كل الديانات، فمتى نكف عن هذا الهوس ونترك الخلق للخالق، فالعقيدة علاقة خاصة بين العبد وربه، والخالق هو من سيحاسبه على عقيدته؟ أما السؤال الآخر، أعرف أنني لو كتبت أطالب بمعاقبة الأغنياء المسلمين من السعوديين وغير السعوديين الذين لا يتبرعون، سأجد أكثر من مليار فقير يؤيدني ويشد على يدي، ويؤكد أن ما كتبته هو الصواب، ولكن ماذا عن الحرية، حرية الإنسان بأمواله؟ إن كان هناك ما يستحق القول في هذا الأمر ، فهو أن على الأغنياء في كل مكان معرفة أن المجتمع كلما زاد فقرا نقصت ثروات الأغنياء. وإن تبرع الأغنياء يعني انتقال الفقراء من دائرة الفقر إلى دائرة المستهلك لبضائعهم، لهذا عليهم أن يساعدوا في رفع دخل الفرد لمصلحتهم، إن هم لا يريدون المصلحة في الحياة الأخرى، مع أني على يقين أن الله عز وجل لن يدمر الأغنياء إن لم يتبرعوا للجمعيات الخيرية، لكنه بالتأكيد سيكافئ من يساعد الفقراء .