في القائمة الجديدة لتي ضمت أغنى أغنياء العالم للعام 2005م تشبث بيل غيتس مؤسس شركة البرمجيات العملاقة (مايكروسوفت) - Microosoft - بصدارته متمسكاً بالمرتبة الأولى في قائمة العام الحالي برصيد بلغ 46,6 مليار دولار، ليحتفظ بلقبه كأغنى رجل في العالم للسنة الحادية عشرة على التوالي. وبحسب مجلة (فوربس) في مارس 2005م التي أصدرت هذا التصنيف فقد واجه بيل غيتس منافسة حادة من مواطنه وارن بوفيت، الذي جاء ثانيا بفارق 2,6 مليار دولار (44 مليار دولار) ويعتبر بيل غيتس اكبر متبرع وداعم لحركة تسمى إسعاد كل البشر (Philanthropy) أو إسعاد الإنسانية. وقد أقام غيتس مؤسسة خيرية عالمية باسمه واسم زوجته تبرع لها بثمانية وعشرين مليون دولار، وتقوم هذه المؤسسة بعملها في الدول الفقيرة، كما تبرع بمبلغ عشرة مليارات دولار للأمم المتحدة لمحاربة الفقر والمرض، بالاضافة الى توفير منح لأبناء الأقليات تجاوزت اكثر من مليار دولار. وبلغت تبرعاته لصالح أمراض الإيدز والملاريا خلال الخمس سنوات الماضية بأكثر من 800 مليون دولار. والمتأمل في حياة بيل غيتس يرى أروع ملامح الإنسانية في شخصيته، حتى في تعامله مع ابنائه، فقد أوصى بأن تخصص لأولاده سيارة واحدة ودخل شهري لكل منهم بما قيمته مائة ألف دولار فقط!! هذه الشخصية الإنسانية التي تعالت على جشع البشر يحق للإنسانية ولأمريكا أن تفخر بها. وإذا نظرنا إلى عالمنا العربي الذي يحفل بعدد كبير من الأثرياء، فماذا نجد؟!.. إننا نجد القليل منهم من يتبرع بالنزر اليسير من ثروته،.. فما زالت تبرعاتهم محدودة جداً، وخاصة في مجال البر والإحسان ومساعدة المرضى والفقراء والأيتام. ولو نظرنا الى الدين الإسلامي لوجدناه أعظم الأديان التي تحث على البر والإحسان ومساعدة المرضى والفقراء والمساكين والضعفاء. ويكفي أن نتذكر الصحابة والتابعين الذين كانوا قمة في الانسانية والتراحم ومساعدة مجتمعاتهم، يكفي أن نتذكر سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه الذي تبرع بجميع ماله من أجل عتق الرقاب وإطعام الفقراء ومساعدتهم، وسيدنا عمر بن الخطاب الذي تبرع بنصف ماله، وحمل على كتفيه الدقيق من أجل إطعام الأطفال ووالدتهم الفقيرة، وإنقاذهم من ألم الجوع ومرارة الفقر ومحنة الحاجة إلى الناس!! متى نرى الأغنياء في بلادنا، وفي جميع بلاد المسلمين، وهم يطبقون بعض مبادئ الدين الإسلامي، من اجل مجتمع متكافل متعاون على الخير والبر والتقوى... متى..؟! والله ولي التوفيق.