واشنطن تنتقد والعالم العربي يحذر والعالم الاسلامي يغلي من اجل تهديد ساذج لرجل قال انه سيحرق القرآن في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر. انا ضد المساس بأي شيء مقدس، وضد ان يهدد احد بحرق القرآن او الانجيل او التوراة او حتى كتاب الادفيستا الزرادشتي. ان ضد المساس بكل ما يعتقده ولو انسان واحد على الارض مقدسا بالنسبة له. لكن.. هل هناك حاجة الى كل هذه الضجة من اجل قس قال انه سيحرق القرآن؟ ثم ماذا لو أحرق القرآن؟ هل سينتهي الاسلام؟ هل سيختفي القرآن؟ يريد ان يحرق القرآن.. حسن، ليحرقه، فاللبيت رب يحميه. كان اجمل ما سمعت من تعليق قول احدهم: القس متطرف والمسلمون حساسون. نعم هم حساسون جدا. واعتقد ان ثورة العالم الاسلامي لا تنبع من عمق إيماني بل من هشاشة ايمانية. لا تنبع من ثقافة دينية بل من جهل يريد ان يصرخ ويهاجم ويعلن الجهاد وهو يعتلي حمارا ويلوح بعصا مكنسة مهترئة في يده. لو تجاهلنا رسام الكاريكاتير الهولندي لما أهتم به أحد او اعطاه اكثر مما يستحق. القس الأمريكي هنا مثل قصة الرسوم، شخص يبحث عن شهرة، وقد اعطيناه الشهرة التي يريد. نحن لا نتعلم من الدرس ابدا. راودني احساس في لحظة بأن القس يتحرك بفعل ارادة غريبة تدفعه ليبرز مخاوف المسيحية من الاسلام. لعله يريد ان يوصل رسالة ما.. لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فكلنا يعلم ان الغرب خائف من الاسلام، او من الاسلام العنيف. ونحن عنيفون، ومصرون في داخلنا، ودون ان نصرح، على ان يسلم الغرب ولو صاغرا. اليوم نقول لا يجتمع دينان في جزيرة العرب. في الغد سنقول لا يجتمع دينان على وجه الأرض. إنه غباء لا مثيل له. نحقر النصاري واليهود، ولا نريد لهم ان يسيؤا لنا. نخاف من التبشير المسيحي ونقطع رؤوس المبشرين، ونريد من كل مسيحي ان يصبح مسلما. هل نحن خائفون على الاسلام من التبشير او من مصحف يحترق؟ ان كان الأمر كذلك فنحن نشك بقوة الاسلام في الارض وفي صدورنا. وان كنا مؤمنين بقوة الاسلام لا نخاف عليه من شيء، فلم الثورة من متطرف يريد ان يحرق كتابا الله كفيل بحفظه؟