يطالب الكاتب الأمريكي ديفيد بوروس الكنيسة الأمريكية بأن تستضيف حواراً بين المسلمين والمسيحيين، مؤكداً أن المسيحيين المتطرفين من أمثال القس تيري جونز، وصناع الفيلم المسيء للإسلام، لا يتحدثون باسم العالم المسيحي، وإن على الكنيسة الأمريكية المعتدلة أن ترفع صوتها وتمد يدها للعالم الإسلامي برسالة حب واحترام وإجراءات قوية وواضحة لمواجهة التطرف المسيحي. وفي مقاله "التصدي للمتطرفين المسيحيين" على موقع " أيه بي بي نيوز" للأخبار الدينية، يقول بوروس: لا يمكن للعقلاء أن يكسبوا معركتهم مع المسيحيين المتشددين من دعاة الكراهية، بمحاولة إسكاتهم، لكن على عقلاء المسيحية أن يمدوا أيديهم للمسلمين برسالة حب واضحة، يعلنون فيها أن هؤلاء المسيحيين المتطرفين لا يتحدثون باسم العالم المسيحي. ويتساءل الكاتب: أين صوت الكنيسة المعتدلة اليوم؟ أين صوت الكنيسة في الوقت التي يروج فيه مسيحيون متطرفون للكراهية؟ ويتسببون بالألم والموت باسم المسيح؟ ومتى يرتفع الصوت العاقل لكنيسة الرب؟ أعلم أنني لست الوحيد الذي يصيبه اليأس والإحباط حين يربط العالم بين دعوات الكراهية والكنيسة المسيحية، لذا فمتى وكيف نقف ونعلنها عالية "كفى ما حدث حتى الآن، ولا مزيد"، فها هي مجموعة من المسلمين تقتحم القنصلية الأمريكية في بنغازي، وتتسبب بمقتل السفير الأمريكي وثلاثة مواطنين أمريكيين بسبب ذلك القس المتطرف في ولاية "فلوريدا" تيري جونز. ويؤكد الكاتب: أن هذا القس لا يمثل سوى مجموعة صغيرة من المسيحيين المتطرفين والمتخلفين فكرياً، وليست هذه هي المرة الأولى التي يستثير فيها هذا القس العالم الإسلامي، فقد تسبب تهديده بحرق القرآن الكريم في مقتل العشرات عام 2011. ويضيف الكاتب: إن عقلاء المسيحية عليهم واجب أخلاقي في مواجهة دعوات التطرف من هذا القس وأمثاله، علينا أن نمد أيدينا بالحب والاحترام لإخواننا المسلمين سواء هنا في الولاياتالمتحدة أو حول العالم. ويشير الكاتب إلى أنه يتفهم حق قس فلوريدا في التعبير عن رأيه، ويقول: إن هذا حقه الذي تضمنه له الديمقراطية وحرية التعبير، ولا أرغب في حرمانه من التعبير عما يريد، لكنني في الوقت نفسه، أطالب الكنيسة المسيحية بأن تتوجه إلى العالم الإسلامي بإجراءات قوية ورسائل حب واضحة، تؤكد للمسلمين أن آراء قس فلوريدا لا تمثل المسيحيين في أمريكا. ويقترح الكاتب أن تستضيف الكنيسة في الولاياتالمتحدة حواراً بين المسلمين والمسيحيين، يزيل حاجز الخوف الذي تسبب فيه عدم معرفة كل طرف بجوهر ديانة الآخر، حتى يرتقي مستوى الحوار في مراحل تالية عندما تكتمل هذه المعرفة، أيضاً يقترح الكاتب بث كتابات عبر التدوين والمقالات تناقش بهدوء وعقلانية حقائق الديانتين الإسلامية والمسيحية. كما يطالب الكاتب، المسيحيين الأمريكيين التحلي بوعي حضاري وثقافي ليعلموا أنهم ممثلون للأمة الأمريكية وللديانة المسيحية، ويطالب بدعم الجيل الجديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، الذين هم على وعي وفهم بحقائق العالم الإسلامي ويمثلون جسراً جيداً للعلاقات، ومن بينهم السفير الأمريكي الراحل في ليبيا كريس ستيفنز، الذي راح ضحية التعصب والكراهية.