لبس الجديد وأكل الثريد والزيارات واللهو والمرح والفرحة الغامرة كلها أحاسيس جميلة ومظاهر خلابة للعيد، وما أجمل العيد وأنت تقبل رأس والدك ووالدتك، وتصافح أخوانك وتعايد جيرانك وتحضن أطفالك وتوزع هدايا العيد على أطفال العائلة وأكبر من ذلك كله تصفح عمن ظلمك أو أساء إليك، وتعلنها أوبة صادقة في مجاهل القادم من الأيام وتسمو على رغبات النفس سموا يحقق لك لذة السائرين، وتعاهد ربك على التوبة من جميع الذنوب وتعقد العزم على تصحيح المسار. ماأجمل أن يكون هذا العيد انطلاقة حقيقية نحو التغيير الإيجابي الذي يطال النفس لتهذبها فترتقي في مدارج السالكين، وتقوم اعوجاجها، وتأخذ خطامها نحو المعالي. العيد ماأجمله وأنت تمسح دمعة يتيم، وتحسن إلى فقير، وتكسو عاريا، وتطعم جائعا، وتواسي محزونا، وتصفح عن ظالم، وتغفر لمسيء، وتجبر كسر متعثر، وتفتح صفحة جديدة في حياتك ملؤها الحب والتفاؤل. العيد معنى ومبنى، شكلا ومضمونا، ظاهرا وباطنا. ولن يكون هناك أنسب من العيد الذي أتى بعد شهر كريم عظيم لفتح سجل جديد مع الله خال من عوالق النفس وحظوظها وانتصاراتها حتى تطوى سجلاتنا وهي مليئة بأطايب الأعمال في رحلة العمر القصيرة وكل عام وأنتم بخير