في مُدوّنتها (ظلال وارفة) ربطت الكاتبة اللبنانية سحر المصري حجاب بعض السعوديات باتجاه الطائرات اللاتي يُسافرْن فيها، فإن اتّجهت إلى خارج المملكة خَلَعْنه، وإن اتّجهت لها ارتديْنه! وهذا ربْطٌ صحيحٌ، من ذا الذي يُنكِرُه؟!. تروي الكاتبة: كنتُ في طائرة متّجهة من بيروت إلى جدّة، ومنها إلى مكّة المكرّمة برّاً لتأدية العُمْرة، عندما رأيتُ امرأة مُبديةً زينتها بشكلٍ لافت، فسألتُ نفسي هل ستدخل المملكة هكذا؟! ولمّا تيقّنتُ أنها سعودية كدْتُ أقول لها: لِمَ يا أمة الله؟! أنتِ ابنة الحرميْن الشريفيْن، ومعلّقة الآن بين سماء الله وأرضه، فكيف تعصينه هكذا؟! لكنّي أحْجمتُ عنها، وبعد ساعتيْن دنوْنا من مطار جدّة، وكان الليل قد أرخى سدوله، وبدأت أنوار جدّة تتلألأ من بعيد، فخطفتُ نظرةً للمرأة، فإذا بها تلبس عباءتها السوداء، وتضع خمارها الأسود، وتُخفي كلّ ما كان بادياً من قبل، فويكأنّ السفر إلى خارج المملكة يستدعي هتْك المستور من الجسد الذي أُمِرْنا بحجبه عن العيون؟! وويكأنّه يعني نبذ الحياء وإلجام التقاليد؟! فلماذا تضع هذه المرأة ومثيلاتها الحجاب تطبيقاً للقوانين لا إيماناً به؟! ولماذا أضحى الحجاب كاليونيفورم الوظيفي يُلبس في مكانٍ ويُخلع في آخر؟! ومتى يُدْركْن أنّ ازدواجية سلوكهنّ هي أمّ الأخطار؟! وما الذي يدفعهنّ لعدم احترام الحجاب في كلّ مكان؟! وأين دور المجتمع أفراداً وعائلات؟! وهل هذه الازدواجية ناتجة عن ضعفٍ في إيمانهنّ؟! أم للتشديد عليهنّ في أمور الدين الأخرى التي لا تحتاج للتشديد؟! فانعكس ذلك عليهنّ تمرّداً على الحجاب؟!. هذه تساؤلات الكاتبة، وتساؤلاتي، وتحتاج لإجابات صحيحات وحلول صائبات، ليعود الحجاب الشرعي مُبجّلاً من الجميع كما كان في ماضي الزمان!.