دائما ما يعلق الكثيرون على الرحلات الخارجية عندما تتبدل أزياء المسافرات على متنها من الأسود لأي لون آخر بعد أن تحلق الطائرة في غدوها بعيدا عن السعودية أو في إيابها مقتربة من السعودية وهي ظاهرة حقيقية تستحق التأمل لأنها قد تبدو مألوفة لدينا ولكنها قد تثير عجبا وتساؤلا لدى من هم غيرنا. لم أكتب هذا المقال لأبحث في شرعية الحجاب وما اختلف عليه الأئمة ولا في حرية المرأة في ذلك من عدمها لأنها قضية لا يفتي بها إلا من هم أهل لها وإن أجمعنا جميعا كمسلمين على وجوب الحجاب على المرأة لكن الاشكالية في كيفيته. والملاحظ دائما أن المرأة السعودية هي الأكثر تفننا في ذلك لماذا لا أعلم ولكنه سؤال قد يرد على الكثيرين، فالعباءة السعودية أو الخليجية هي رمز لهويتهن لذا تجد الكثيرات من الخليجيات يلتزمن به كجزء من الحجاب لكن ماذا عن الألوان الأخرى ! المرأة السعودية في الصيف لها خيارات عدة وذلك حسب ضميرها وهوى زوجها أو محرمها ، فهي قد تلتزم بالعباءة مع تغطية الوجه وقد تلبسها مع نقاب وقد تلبس خمارا أسود أو بألوان أخرى وقد ترتدي جلبابا ملونا حتى لا تلفت الأنظار بعباءتها السوداء وتتحجب مع كشف الوجه وقد تضع نقابا مؤقتا تستخدمه في حالة الطوارئ خشية أن يلمحها سعودي أو خليجي تصادف وجوده في المكان ، وقد تستغني عن العباءة كاملة وترتدي لبسا آخر مع تغطية الرأس وقد تخلع الحجاب كاملا لتندمج مع المجتمع الذي شدت الرحال إليه ولا يميزها أحد! أما الرجل فزيه واحد محليا الثوب وخارجيا الزي الأوربي العالمي لا خيارات تحيره. وفي الصيف عندما تجتمع السعوديات في أماكن الجذب السياحية ترى التناقضات كلها . لتتساءل عن ما يعنيه الحجاب لكل واحدة منهن فهل هو قناعة أم التزام أم فرض أم هم؟ . وفي النهاية تصل لمحصلة واحدة أن بعضا من هن غير مقتنعات بما يلبسنه كحجاب وكثيرات غيرهن يجدن صعوبة في ترويض هذا الحجاب ومتطلباته ليوافق هواهن وهوى أزواجهن أو آبائهن قبل ذلك . لذا يجب علينا أن لا نستغرب من اي ملاحظة قد يطلقها عابر سبيل لأنه لن يفهم المبررات التي نضعها حول هذا الحجاب لأن ما يراه هو ، هو مشهد واحد ، أسرة أو مجموعة مسلةه الرجال فيها يرتدون آخر صيحات الموضة والنساء بعضهن يرتدين العباءة السوداء وأخريات جلبابا ملونا واخريات يغطين الرأس مع إظهار الأذنين وغيرهن يغطين الأذنين واثنتين أو ثلاث لا يتحجبن أصلا!