** تتدارس هيئة كبار العلماء هذه الأيام (بعمق) قضية الإجهاض.. وكيفية التعامل معها.. ** وهي ولاشك قضية شائكة.. سواء بالنظر إليها من الناحية الشرعية.. أو من الناحية الإنسانية والأخلاقية.. ** وكما عودنا علماؤنا الإجلاء على إصدار فتاوى بمثل هذه الأهمية حول قضايا حساسة.. ودقيقة.. ومهمة.. كقضية استخدام أعضاء المتوفى دماغياً.. فإن هذه القضية من الأهمية بمكان.. ومعرفة رأي الشرع القاطع فيها سوف تكون اهميتها القصوى ليس فقط في خدمة العلم.. والطب..فحسب.. ولكنها ستكون عوناً للإنسان على معرفة الحقيقة والتعامل مع هذا الوضع بمنأى عن الحرج.. وبدراية كافية.. ** والاجهاض الذي نتحدث عنه هنا.. ويتساءل الناس عن امكانية إجازته من الناحية الشرعية.. هو الاضطرار إلى اسقاط الجنين المشوه خلقياً.. أو الأجنة المصابة بأمراض وراثية وما في حكمها.. لما تسببه الإعاقات الشديدة أو الاختلالات الجنينية من تشوهات ومن صعوبة كبيرة بالنسبة للجنين وأسرته طوال حياته.. وحياتها من معاناة لا حدود لها.. ** مثل هذه الحالات التي تتوقف أمامها الدول طويلاً.. ولا تجد الكثير منها حلولاً عملية للتوفيق بين الإبقاء على حياة الجنين.. وبين عذاباته وعذابات أسرته طوال حياته.. هي التي نتطلع إلى تبصير أصحاب السماحة والفضيلة العلماء الإجلاء لنا بما يرونه تجاهها.. ** وما نعرفه هو ان هناك دولاً تجيز عملية الإجهاض لهذا النوع من الأجنة مهما بلغ عمره في بطن أمه.. بصورة غير نظامية.. وضد قيم تلك المجتمعات وأنظمتها.. ** وبلد كالمملكة العربية السعودية.. تطبق شرع الله.. وتستعين في أحكامها.. وقراراتها بما يراه أهل العلم وفقهم الله.. فإن العالم ينتظر منها فتوى قاطعة لا لبس فيها.. ولا خروج عليها ، ولا عمل بعيداً عنها.. ** وما يعتقد به الكثيرون سواء من أهل العلم.. أو الاطباء المختصين.. أو القانونيين في هذا العالم هو .. أنه اذا ثبت لهم ان إسقاط الجنين المشوه خلقياً.. بفعل الاصابة بأمراض وراثية.. هو من باب الرحمة به.. وبأسرته.. وبالمجتمع بأسره.. وان الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده.. لاسيما في ظل استمرار العجز الانساني عن التعامل مع مثل هذه الحالات طبياً ومعالجة أوضاعها بصورة تمكن اصحابها من الحياة.. ولا تشكل إعاقتهم بالنسبة لهم ولأسرهم ومجتمعاتهم أي معاناة.. ** ذلك ما قال ويقول به البعض.. لكن ما سيقول أهل العلم في هذه البلاد.. سيكون بإذن الله تعالى مصدر طمأنينة لنا جميعاً.. وتنويراً للمجتمعات الإنسانية طراً.. ** فقد وهبهم الله سبحانه وتعالى من الحكمة.. والعلم.. والبصيرة.. والإلمام بحقائق الحياة.. وموجباتها.. وبضرورات العلم ومعطياته.. وبمصالح البشرية ومجتمعاتها ومقتضيات سلامتها.. ما سوف يعينهم على اتخاذ القرار الذي ينير لنا الطريق ، ويهدينا إلى سواء السبيل.. ويخفف من المعاناة الإنسانية الهائلة التي تحدث نتيجة تزايد أعداد المعوقين في العالم.. والحمد لله على نعم الصحة والعافية أولاً وأخيراً. *** ضمير مستتر: **(أن تعيش معوقاً .. أو أن تفارق هذه الحياة.. تدرك معنى الصحة وقيمتها وتشكر الله عليها كثيراً).