ان التشيع لأي فكر أو منهج كان يستلزم اولا ‘احترام مكانة وسمعة صاحب ذلك الفكر أو المنهج من قبل شيعته وأتباعه قبل غيرهم ‘وهذه من بديهيات الأمور .غير ان ما نقرأه و نسمعه أو نشاهده من قبل الكثير من الناس يعد مخالف لهذه القاعدة تماما ‘ ومنهم خصوصا بعض ممن يزعمون أنهم مراجع دين يتبعون مدرسة آل البيت .حيث وللأسف الشديد ‘و بفضل كثرة و تعدد وسائل الإعلام‘ غدت تطل علينا كل يوم وجوه مختلفة وهي تخطب و تقرئ أحاديث وروايات تقشعر لها الأبدان بسبب وما تحتويه من قلة الأدب و ما تحمله من أكاذيب مكشوفة ليس لها من هدف سوى إشعال الفتن الطائفية بين أبناء الأمة الإسلامية. وما يحز في النفس ويدمي قلب المسلم ان كل هذه الروايات و الأحاديث تنسب زورا وبهتانا الى أئمة آل البيت الذين هم ابعد ما يكونوا عنها . ومن الأمثلة التي يمكن الاستشهاد به هنا ‘حول الإساءة التي توجه الى آل البيت عامة ‘و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خاصة ‘من قبل بعض المعممين ممن يدّعون أنهم من مراجع وعلماء أتباع آل البيت‘ نأخذ هنا على سبيل المثال لا للحصر ‘ أحد هؤلاء المسيئين المدعو آية الله (مجتبى الشيرازي ) الذي عرف ببذاءة لسانه وقلة أدبه وكثرة رواياته الكاذبة التي ينسبها الى آل البيت . ففي احد خطبه التي بثت مؤخرا عبر اليوتيوب على شبكة الانترنيت وأصبحت تتداول بشكل كبير بين مستخدمي الانترنيت ‘ فقد روى هذا المعمم المثير للفتن رواية ما انزل الله بها من سلطان وهي تحمل أفحش الكلمات وأقذرها‘ و هذه الرواية المزعومة تحكي قصة المجادلة التي دارت بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والصحابي الجليل خالد ابن الوليد ‘ مدعيا ً ان خالداً دخل مسجد الرسول (|صلى الله عليه وسلم) حيث كان الأمام علي يصلي الفجر وقال له ‘‘ اني لقاتلك ‘‘ فرد عليه عليا ‘‘ ان قاتلي أضيق منك أستا ً ‘‘ . وقد اخذ هذا المعمم ( الشيرازي ) بكل وقاحة و قلة أدب ‘ يشرح معنى " الإست " وكيف ان عليا كان يشتم خالدا مستخدما أقذر الألفاظ بحقه ‘ حسب زعمه . طبيعي لا يوجد عاقلا واحدا في الدنيا ممن قرأ أو تعرَف على سيرة علي بن أبي طالب يصدق ان هذا الرجل العظيم الذي تربى في حضن رسول الله وأصبح خليفة و إماما للمسلمين يمكن ان تصدر منه مثل هذه الألفاظ النابية وهو الذي طالما قد نهى أصحابه وشيعته عن سب الآخرين " اكره لكم ان تكونوا سبابين " فكيف يمكن لهذا العملاق ان يستخدم مثل هذا اللفظ النابي ؟‘ ومع من ؟ مع شخص مثل خالد ابن الوليد " سيف الله المسلول " الذي مات و في جسمه أكثر من مائة وعشرون طعنة سيف و رمح وسهم من كثرة جهاده في سبيل رفع راية الإسلام ‘ فهو هازم المرتدين وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب ‘ و فاتح نصف العراق وفاتح الشام وهازم الروم. فلو كان خالد ابن الوليد بهذه الأخلاق والسلوك التي نعته بها هذا المعمم ( الشيرازي ) ‘ فكيف استطاع ان يقود جيوش المسلمين و يكون أميرا على قادة كبار عجزت النساء ان تلد أمثالهم ؟. ان حسن الألفاظ من حسن الأخلاق‘ والأخلاق جزء ا رئيسيا من القيم الإنسانية التي حملها الإسلام ‘ وهذا ما أكده رسول الإسلام ( صلى الله عليه وسلم ) في قوله الشريف " اني بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". ولهذا لا احد يستطيع ان يقول ان هناك من هو أكثر أدبا وأخلاقا بعد الرسول من آل بيته وأصحابه الكرام. فلماذا أذا ً يقوم بعض هؤلاء المعممين باختلاق روايات وأحاديث كاذبة ولصقها بآل البيت ؟ . الم يروى عن الإمام جعفر بن محمد الصادق انه قال " كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ً" . وقد نقل عنه أيضا انه كان مع احد أصاحبه المقربين أليه وقد مروا بسوق النحاس فسأل عن احد النصارى العاملين في السوق ‘فرد عليه الذي كان بصاحبته قائلا " انه ابن زانية " ‘ فغضب الإمام جعفر الصادق غضبا شديدا وقال له ‘و من اين عرفت انه ابن زانية ؟ أنهم ملة لهم كاتب وشريعة و يتزوجون وفق شريعتهم فلا يحق لك ان تشتمه‘ واني لا يليق بي ان يكون لي صاحب شتام مثلك ‘ فقاطعه ولم يرافقه قط . إذا ً من كانت هذه أخلاقهم كيف يمكن ان تصدر منهم ألفاظ كتلك التي يرويها هذا ( الشيرازي ) المدعي أنه من علماء ومراجع شيعة آل البيت ؟. وأخيرا ألا يجب على المرجعيات والمؤسسات الدينية الشيعية النزيهة ان تقف بوجه أمثال هذا الشعوبي ( الشيرازي) وتبرئ مدرسة آل البيت وتطهر تراثها من هذه الروايات الكاذبة وتعري هذا المعمم الشتام ليكون عبرة لغيره من المسيئين لآل البيت و مثيري الفتن الطائفية الذين ابتلت بهم امتنا؟. لقد صدق من قال إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا صباح الموسوي كاتب احوازي